أسره الأتابك زنكي بن آقسنقر بقرب بعرين (١) ، ثمّ فدى نفسه بمال وعاد إلى طرابلس (٢).
ثمّ وثبت عليه الإسماعيليّة قتلوه (٣) ، وولي بعده ريمند (٤) وهو صبيّ.
ثمّ إنّه حضر الوقعة مع السّلطان نور الدّين في سنة تسع وخمسين على حارم (٥) ، فأبقى عليه صلاح الدّين لأنّه كان مهادنا للمسلمين (٦).
[هرب ابن الجزري من مصادرة الشجاعي]
قال الجزري (٧) : وفيها احتاط الشجاعيّ بدمشق على حواصل التّقيّ البيّع وصادره ، ثمّ طرح أملاكه وأخشابه على الرؤساء بثلاثة أثمان ، وهرب جماعة من المصادرة منهم أبي وإخوتي ، وغبنا عن البلد شهرا ، وتغيّب عزّ الدّين ابن القلانسيّ.
_________________
(١) الّذي أسره الأتابك زنكي عند بعرين هو «ريموند الثاني» ابن «پونز» «بنص». وذلك في شهر شوال ٥٣١ ه. / ١١٣٧ م. انظر : ذيل تاريخ دمشق ٢٥٩ ، والكامل في التاريخ ٩ / والحروب الصليبية لوليم الصوري ٣ / ١٣٦ ـ ١٣٩ ، وتاريخ الحروب الصليبية لرنسيمان ٢ / ٢٣٤ و٣٢٥ ، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين ٤٧ ، ٤٨.
(٢) المصادر السابقة.
(٣) كان مقتل «ريموند الثاني» في آخر سنة ٥٤٦ ه. / ١١٥٢ م. انظر : الحروب الصليبية لوليم الصوري ٣ / ٣٤٥ ، ٣٤٦ ، تاريخ الحروب الصليبية ٢ / ٥٣٦ ـ ٥٣٨ ، الشرق الأوسط والحروب الصليبية للعريني ١ / ٦٣٠ ، لبنان من السقوط بيد الصليبيين ٧٢ ، ٧٣.
(٤) هو «ريموند الثالث».
(٥) حارم : بكسر الراء. حصن حصين وكورة جليلة تجاه أنطاكية (معجم البلدان).
وكانت الوقعة في شهر رمضان / آب (اغسطس) ١١٦٥ م. فوقع «ريموند الثالث» أسيرا. (انظر حوادث ووفيات ٥٥١ ـ ٥٦٠ ه.) من «تاريخ الإسلام» (حوادث سنة ٥٥٩ ه.) ص ٤١ وفيه مصادر كثيرة عن الموقعة ، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين ـ ص ٩٣.
(٦) قال ابن كثير : «هادن قومس طرابلس السلطان وصالحه وصافاه ، حتى كان يقاتل ملوك الفرنج أشدّ القتال وسبى منهم النساء والصبيان». (البداية والنهاية ١٢ / ٣١٩).
(٧) في المختار ٣٣٠ ، ٣٣١ ، وقد اختصر المولّف ـ رحمهالله ـ نصّه. وانظر : عيون التواريخ ٢٣ / ٢١.