[زيادة المطر بالصالحيّة]
وجاءت بعدها بأيّام يسيرة زيادة أخرى بدّعت في جبل الصّالحيّة. وحدث في الأرض أودية ، وجرت الحجارة الجمالية ، وانطمّت الأنهار ، وسخّروا العامّة للعمل في الأنهار عند الرّبوة ، وطلعت إلى الرّبوة يومئذ مع أبي ، فطلع بنا إلى فوق الجنك ولم يعمل شيئا.
[ولاية دمشق]
وفي شعبان ولي ولاية دمشق سيف الدّين طوغان المنصوريّ عوض الأمير ناصر الدّين الحرّانيّ ، وأعيد الصّارم المطروحيّ إلى ولاية البرّ بدل طوغان (١).
[درس ابن تيميّة]
وفيها عمل الدّرس ابن تيميّة شيخنا بالقصّاعين في الحرم ، وخضع العلماء لحسن درسه ، وحضره قاضي القضاة بهاء الدّين ، والشّيخ تاج الدّين (٢) ، ووكيل بيت المال زين الدّين (٣) ، وزين الدين المنجّا ، وجماعة. وجلس بجامع دمشق على كرسيّ أبيه يوم الجمعة عاشر صفر ، وشرع في تفسير القرآن من الفاتحة (٤).
_________________
= وقد شكّك «اليافعي» في أن تكون «الزيادة» من السيل ، وظنّ أن الصحيح هو «الزلزلة» ، فوهم في ذلك ، حيث قال : «في شعبان كانت الزيادة الهائلة بدمشق بالليل. هكذا هو «الزيادة» في الأصل الّذي وقفت عليه من الذهبي. وما يظهر لي معنى صحيح ، ولعلّه «الزلزلة» ، والله أعلم ، فخربت البيوت وانطمّت الأنهار»! ولبعض أهل دمشق في السيل شعر :
لو يدوم السيل يوما واحدا |
|
لأتى الطوفان كالبحر المحيط |
ليس هم من فوق نوح يا سما |
|
فاقلعي عنهم فهم من قوم لوط |
(١) المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١١٩ أ ، المختار من تاريخ ابن الجزري ٣١٥.
(٢) هو تاج الدين الفزاري.
(٣) هو زين الدين ابن المرحّل.
(٤) ذيل مرآة الزمان ٤ / ٢٠٣ ، المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١١٦ ب ، البداية والنهاية ١٣ / ٣٠٣ ،