هل رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله ربّه عزوجل ، فقال : «رآه بقلبه ، أما سمعت الله عزوجل يقول : (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى) (١) ، أي لم يره بالبصر (٢) ولكن رآه بالفؤاد».
٥ ـ أخرج الصدوق عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في جواب سؤال شخص عن رؤية الله يوم القيامة ، فقال في ذيل الجواب : «وليست الرؤية بالقلب كالرؤية بالعين ، تعالى الله عمّا يصفه المشبّهون والملحدون» (٣).
ثمّ إنّ للمحدّث الأكبر الشيخ الصدوق ، كلاماً في الرؤية القلبية ، وحكى أنّ محدّثين كبيرين من محدّثي الشيعة هما : أحمد بن محمّد بن عيسى القمي (المتوفّى بعد سنة ٢٨٠ ه) ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى روياها في جامعهما ولكن لم ينقلها في كتاب التوحيد ، يقول : والأخبار التي رُويت في هذا المعنى وأخرجها مشايخنا ـ رضي الله عنهم ـ في مصنّفاتهم عندي صحيحة ، وأنا تركت إيرادها في هذا الباب خشيةَ أنْ يقرأها جاهلٌ بمعانيها ، فيكذب بها ، فيكفر بالله عزوجل وهو لا يعلم (٤).
ثمّ إنّ شيخنا الصدوق فسّر الرؤية القلبية بما يلي :
ومعنى الرؤية الواردة في الأخبار : العلم ، وذلك أنّ الدنيا دار شكوك وارتياب وخطرات ، فإذا كان يومُ القيامة كُشف للعباد من آيات الله وأُموره في ثوابه
__________________
(١) النجم : ١١.
(٢) ما جاء في الرواية أحد الاحتمالات في تفسير الآية ، ولكن الظاهر أنّ فاعل «رأى» هو البصر والمرئي آثاره وآياته بشهادة قوله سبحانه بعده (لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى) ، والرواية تحتاج إلى دراسة ، ومحمّد بن الفضيل الراوي للحديث مرمي بالغلوّ كما ذكره الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الرضا عليهالسلام برقم ٣٥ فلاحظ.
(٣) المصدر السابق ، الحديث ٢٠.
(٤) الصدوق ، التوحيد : ص ١١٩ باب ما جاء في الرؤية.