٥ ـ محمّد بن عليّ بن الحسين الصدوق (٣٠٦ ـ ٣٨١ ه) مؤلّف من لا يحضره الفقيه والمقنع والهداية.
٦ ـ محمّد بن أحمد بن الجنيد المعروف بالإسكافي ، (ت ٣٨٥ ه).
قال عنه النجاشي : وجه في أصحابنا ، ثقة جليل القدر ، صنّف فأكثر ، ثمّ ذكر فهرس كتبه ، ومنها كتاب تهذيب الشيعة لأحكام الشريعة ، وكتاب الأحمدي للفقه المحمّدي.
مشاهير الفقهاء في القرن الخامس :
وفي القرن الخامس نبغ فقهاء كبار ، ازدان الفقه الشيعي بل الإسلامي بأسمائهم وآرائهم ، ومنهم : الشيخ المفيد (٣٣٦ ـ ٤١٣ ه) والسيّد المرتضى (٣٥٥ ـ ٤٣٦ ه) والشيخ الكراجكي (ت ٤٤٩ ه) والشيخ الطوسي (٣٨٥ ـ ٤٦٠ ه) وسلار الديلمي مؤلّف المراسم (ت ٤٦٣ ه) ، وابن البرّاج (٤٠١ ـ ٤٨٩ ه) مؤلّف المهذّب ، وغيرهم من الذين ملأت أسماؤهم كتب التراجم والرجال.
ومن أراد الوقوف على حياتهم وكتبهم فعليه الرجوع إلى الموسوعات الرجالية ، وأخص بالذكر كتاب الذريعة إلى تصانيف الشيعة.
هذا عرض موجز لمشاركة الشيعة في بناء الحضارة الإسلامية على المستوى الفقهي. ويشهد الله أنّ علماء الشيعة قاموا بهذه الجهود في ظروف قاسية ورهيبة ، وكانت الحكومات الظالمة ومرتزقتها لا ينفكّون عن مطاردتهم وإيداعهم في السجون وعرضهم على السيف ، ومع ذلك نرى هذا الإنتاج العلمي الهائل في مجال الفقه. والذي لو تأمل فيه علماء المسلمين بفرقهم المختلفة ، وتجنّبوا أهواء التعصب ، لأقرُّوا بلا ريب بما فيه من سعة الفكر ، وعمق النظر ، وغزارة الانتاج.
هذا هو الشيخ الطوسي الذي ألّف المبسوط في الفقه المقارن (في ٨ أجزاء) في زمن كانت الفتن الطائفية على أوجها ، والشيعة هم الضحية في هذه المخاضات