٢ ـ الكميت بن زيد (٦٠ ـ ١٢٦ ه) :
شاعر مقدم ، عالم بلغات العرب ، خبير بأيّامها ، ومن شعراء مضر. كان معروفاً بالتشيّع لبني هاشم ، مشهوراً بذلك ، وقد حظي بتقدير أئمّة أهل البيت لإجهاره بالحق ، ولجهاده في سبيله ، وهاشمياته المقدّرة ب ٥٧٨ بيتاً خلّدت ذكراه في التاريخ وهي مشتملة على ميمية وبائية ورائية وغيرها.
وإليك أبياتاً من عينيّته :
ويوم الدوح دوح غدير خمٍ |
|
أبان له الولاية لو أُطيعا |
ولكن الرجال تبايعوها |
|
فلم أر مثلها خطراً مبيعا |
إلى أن قال :
أضاعوا أمر قائدهم فضلّوا |
|
وأقومهم لدى الحدثان ريعا |
تناسوا حقّه وبغوا عليه |
|
بلا ترة وكان لهم قريعا |
فقل لبني أُميّة حيث حلّوا |
|
وإن خفت المهنّد والقطيعا |
ولقد طبع ديوان الكميت غير مرّة ، وشرحه الأُستاذ محمد شاكر الخيّاط والأُستاذ الرافعي (١).
٣ ـ السيد الحميري (ت ١٧٣ ه) :
أبو هاشم إسماعيل بن محمّد الملقّب بالسيّد ، الشاعر المعروف ، ومن المكثرين المجيدين ، ومن الثلاثة الذين عدّوا أكثر الناس شعراً في الجاهلية والإسلام وهم : «السيّد» و «بشار» و «أبو العتاهية» ، وكان السيّد الحميري متفانياً في حبّ العترة الطاهرة فلم يكن يرى لمناوئيهم حرمة وقدراً ، وكان يشدّد النكير عليهم في كلّ
__________________
(١) اقرأ حياة الكميت في الغدير ٢ : ١٨٠ ـ ٢١٢.