قال سبحانه : (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ* وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ») (١).
ومن هنا فإنّا نعني بحديثنا هنا أُولئك الشعراء الذين أوقفوا أشعارهم في خدمة كلمة الحق وإعلاء شأن الدين الحنيف. ولقد ظهرت في سماء الشعر وفي القرون الأُولى للعهد الإسلامي من بين رجالات الشيعة طائفة من الشعراء حظوا برعاية أهل البيت عليهمالسلام وتقديرهم.
وإليك أسماء بعض من شعراء الشيعة مع ذكر أبيات من شعرهم الخالد :
١ ـ قيس بن سعد بن عبادة :
سيّد الخزرج ، والصحابي الجليل ، كان زعيماً مطاعاً ، كريماً ممدوحاً ، وكان من شيعة عليّ عليهالسلام ومن أشدّ المتحمّسين له ، بعثه أميراً على مصر سنة (٣٦ ه) ، وهو وأبوه وأهل بيته من الذين لم يبايعوا أبا بكر وقالوا : لا نبايع إلّا عليّاً (٢).
ومن أشعاره التي أنشدها بين يدي أمير المؤمنين عليهالسلام في صفّين :
قلتُ لما بغى العدوّ علينا |
|
حسبنا ربّنا ونعم الوكيلُ |
حسبنا الذي فتح البص |
|
ـ رة بالأمس والحديث الطويلُ |
وعليٌّ إمامنا وإمامٌ |
|
لسوانا أتى به التنزيلُ |
يوم قال النبيّ من كنت مو |
|
لاه فهذا مولاه خطبٌ جليلُ |
إنّما قاله النبيّ على الأُمّ |
|
ـ ة حتمٌ ما فيه قالٌ وقيلُ (٣) |
__________________
(١) الشعراء : ٢٢٥ ـ ٢٢٦.
(٢) الطبري ، التاريخ ٣ : ٤٦٢.
(٣) المفيد ، الفصول المختارة : ٨٧ ؛ الكراجكي ، كنز الفوائد : ٢٣٤ ؛ سبط ابن الجوزي ، تذكرة الخواص : ٢٠