لدى غيرهم من الأُمم ، مثل الفرس واليونانيين وغيرهم ، فأغنوا المكتبة الإسلامية بسيل وافر من المؤلّفات القيّمة والمهمة.
لقد شملت الحضارة الإسلامية كلّ ميادين الحياة المختلفة ، فلم تلق جلّ جهدها في جانب واحد من جوانب الرقيّ الحضاري دون غيره ، بل شمل اهتمامها كلّ جوانب الحياة المختلفة ، وتلك حقيقة لا يمكن لأحد الإغضاء عنها ، فإذا كانت كلّ حضارة من الحضارات المعروفة قد تميّزت برقيّ في جانب واحد من الجوانب الحياتية ، سواء الاقتصادي كان أو العسكري ، فإنّ الحضارة الإسلامية تتمتّع بمجموع هذه المميزات ؛ فلم تترك ميزة دون أُخرى.
والذي يطيب لنا هنا ذكر مشاركة الشيعة في بناء هذه الحضارة ، خصوصاً فيما يتعلّق بالركن الرابع وهو متابعة العلوم والفنون ، وأمّا الأركان الثلاثة الباقية فغير مطلوبة لنا في هذا المقام ؛ وذلك لأنّ الموارد الاقتصادية شارك فيها المسلمون انطلاقاً من دوافعهم النفسية من خلال الاهتمام بالأُمور التالية :
١ ـ التنمية الزراعية بجوانبها المختلفة.
٢ ـ استخراج وصناعة المعادن المختلفة ، مثل الذهب والفضة والأحجار الكريمة بأنواعها النفيسة المختلفة.
٣ ـ إحداث القنوات المائية وبناء السدود.
٤ ـ الاهتمام بتطوير الثروة الحيوانية وتوسيعها.
٥ ـ صناعة الألبسة والأقمشة وغيرها.
٦ ـ صناعة الورق وكتابة الكتب ونشرها في العالم.
٧ ـ إيجاد المواصلات البريّة والبحريّة ، وتنظيم حركة الملاحة ، ومحاربة قطّاع الطرق واللصوص في البرّ والبحر.
٨ ـ العناية الفائقة بالتجارة ، وعقد الاتّفاقيات التجارية مع البلدان المجاورة.