فقال لي : يا كامل بن إبراهيم. فاقشعررت من ذلك ، وألهمت أن قلت : لبيك يا سيدي. فقال : جئت إلى وليّ الله وحجّته تريد أن تسأل : لا يدخل الجنة إلّا من عرف معرفتك وعرف مقالتك ... إلى أن قال : فنظر إليَّ أبو محمّد وتبسّم وقال : يا كامل بن إبراهيم ، ما جلوسك وقد أبانك المهدى والحجّة من بعدي بما كان في نفسك وجئت تسألني عنه. قال : فنهضت وقد أخذت الجواب الذي أسررته في نفسي من الإمام المهدي ولم ألقه بعد ذلك (١).
هذه نماذج ممّن رأى الإمام المهدي بعد ولادته ، وقبل غيبته ذكرناه ولو أردنا الاستقصاء لطال بنا المقام في المقال.
أسئلة مهمّة حول المهدى ـ عجّل الله تعالى فرجه ـ
إنّ القول بأنّ الإمام المهدي لا يزال حيّاً يرزق منذ ولادته عام ٢٥٥ هجرية إلى الآن ، وأنّه غائب سوف يظهر بأمر من الله سبحانه ، أثار أسئلة حول حياته وإمامته ، نذكر رءوسها :
١ ـ كيف يكون إماماً وهو غائب ، وما الفائدة المرتقبة منه في غيبته؟
٢ ـ لما ذا غاب؟
٣ ـ كيف يمكن أن يعيش إنسان هذه المدة الطويلة؟
٤ ـ ما هي أشراط وعلائم ظهوره؟
هذه أسئلة أُثيرت حول الإمام المهدي منذ أن غاب ، وكلّما طالت غيبته اشتدّ التركيز عليها ، وقد قام المحققون من علماء الإمامية بالإجابة عليها في مؤلّفات مستقلة لا مجال لنقل معشار ما جاء فيها ، غير أنّ الإحالة لما كانت غير خالية عن
__________________
(١) الشيخ الطوسي ، الغَيبة : ١٤٨ ؛ كشف الغمة ٣ : ٢٨٩ عن الخرائج ، وغيرهما من المصادر.