كثير من المعتقدات ، لذا فإنّ الإمام عليهالسلام كان بحقّ سفينة النجاة من هذا المعترك العسر.
إنّ علوم أهل البيت عليهمالسلام متوارثة عن جدّهم المصطفى محمّد صلىاللهعليهوآله ، الذي أخذها عن الله تعالى بواسطة الأمين جبرئيل عليهالسلام ، فلا غرو أن تجد الأُمّة ضالّتها فيهم عليهمالسلام ، وتجد مرفأ الأمان في هذه اللجج العظيمة ، ففي ذلك الوقت حيث أخذ كلّ يحدّث عن مجاهيل ونكرات ورموز ضعيفة ومطعونة ، أو أسانيد مشوّشة ، تجد أنّ الإمام الصادق عليهالسلام يقول : «حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدّي ، وحديث جدّي حديث عليّ بن أبي طالب ، وحديث عليّ حديث رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وحديث رسول الله قول الله عزوجل».
بيد أنّ ما يثير العجب أن تجد من يعرض عن دوحة النبوّة إلى رجال قد كانوا وبالاً على الإسلام وأهله ، وتلك وصمة عار وتقصير لا عذر فيه خصوصاً في صحيح البخاري.
فالإمام البخاري مثلاً يروي ويحتج بمثل مروان بن الحكم ، وعمران بن حطّان وحريز بن عثمان الرحبي وغيرهم ، ويعرض عن الرواية عن الإمام الصادق عليهالسلام!!
أمّا الأوّل : فهو الوزغ بن الوزغ ، اللعين بن اللعين على لسان رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأمّا الثاني : فهو الخارجي المعروف الذي أثني على ابن ملجم بشعره لا بشعوره ، وأمّا الثالث : فكان ينتقص عليّاً وينال منه ، ولست أدري لِمَ هذا الأمر؟ إنّه مجرد تساؤل.
إنّ للإمام الصادق وراء ما نشر عنه من الأحاديث في الأحكام التي تتجاوز عشرات الآلاف ، مناظرات مع الزنادقة والملحدين في عصره ، والمتقشّفين من الصوفيّة ، ضبط المحقّقون كثيراً منها ، وهي في حد ذاتها ثروة علميّة تركها الإمام عليهالسلام ، وأمّا الرواية عنه في الأحكام فقد روى عنه أبان بن تغلب ثلاثين ألف حديث.