المعروفين عند الفريقين ، وهذه الأحاديث من أنباء الغيب ومعجزات النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله ، خصوصاً إذا ضُمّت إليها أحاديث الثقلين والسفينة وكون أهل بيت النبي أماناً لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء ، وسيوافيك تفصيل هذه الأحاديث الثلاثة.
فالأئمّة الاثنا عشر المعروفون بين المسلمين ، والذين ينادي بإمامتهم الشيعة الإمامية ، والذين أوّلهم علي أمير المؤمنين وآخرهم المهدي تنطبق عليهم تلك العلائم ، ومن وقف على حياتهم العلمية والاجتماعية والسياسية يقف على أنّهم هم المَثَل الأعلى في الأخلاق ، والقمّة السامقة في العلم والعمل والتقوى والإحاطة بالقرآن والسنّة ، وبهم حفظ الله تعالى دينه وأعزّ رسالته.
وأمّا ما ورد في بعض هذه الطرق أنّ : «كلّهم تجتمع عليهم الأُمّة» فهو على فرض الصحّة ، فالمراد منه تجتمع على الإقرار بإمامتهم جميعاً وقت ظهور آخرهم ، و ـ على فرض الإبهام ـ لا تمنع عن الأخذ بمضامين الحديث.
هلمّ معي نقرأ ما ذا يقول غير الشيعة في حقّ هذه الأحاديث ، وكيف يؤوّلونها بالخلفاء القائمين بالأمر بعد النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله ، وإليك نصوص كلامهم :
١ ـ إنّ قوله اثنا عشر إشارة إلى عدد خلفاء بني أُميّة!! وأوّل بني أُميّة يزيد بن معاوية وآخرهم مروان الحمار وعدّتهم اثنا عشر ، ولا يعد عثمان ومعاوية ولا ابن الزبير ؛ لكونهم صحابة ، ولا مروان بن الحكم لكونه صحابياً أو لأنّه كان متغلّباً بعد أن اجتمع الناس على عبد الله بن الزبير ، وليس على المدح بل على استقامة السلطنة ، وهم يزيد بن معاوية وابنه معاوية ثمّ عبد الملك ثمّ الوليد ثمّ سليمان ثمّ عمر ابن عبد العزيز ثمّ يزيد بن عبد الملك ثمّ هشام بن عبد الملك ثمّ الوليد بن يزيد ثمّ يزيد بن الوليد ثمّ إبراهيم بن الوليد ثمّ مروان بن محمد (١).
__________________
(١) فتح الباري في شرح صحيح البخاري ١٣ : ٢١٢ ط دار المعرفة. وفي المصدر : عدّتهم ثلاثة عشر.