قلنا ببساطة معنى المشتق حقيقة أو بمعنى خروج الذات عن مفهومها أو بتركبه من الذات والنسبة والحدث فالبساطة اللحاظية غير متنازع فيه ولا ينافيها القول بالتركب أصلا كما نبه به شيخنا الأستاذ أعلى ـ الله مقامه في الحاشية انما النزاع في ان معنى المشتق هل هو المبدأ فقط من غير نسبة ولا ذات كما نسب إلى المحقق الدواني أو هو المبدأ والنسبة من غير ذات كما عليه المحقق الشريف أو مجموع الذات والنسبة والمبدإ كما عليه المشهور فهاهنا ثلاثة أقوال.
القول الأول ان المشتق هو المبدأ معنى ونسب إلى المحقق الدواني والمنقول منه ثلاثة أوجه من الاستدلال.
أحدها ما ذكره في حاشيته على شرح القوشچي على تجريد الكلام قال : التحقيق ان المشتق لا يشتمل على النسبة بالحقيقة فان معنى الأبيض والأسود ونظائرهما ما يعبر عنه بالفارسية بسفيد وسياه وأمثالهما ولا مدخل في مفهومهما للموصوف لا عاما ولا خاصا إذ لو دخل في مفهوم الأبيض الشيء كان معنى قولنا الثوب الأبيض الثوب الشيء الأبيض ولو دخل فيه الثوب بخصوصه كان معناه الثوب الثوب الأبيض وكلاهما معلوم الانتفاء بل معنى المشتق هو المعنى الناعت وحده.
ثانيها انا إذا رأينا شيئا أبيض فالمرئي بالذات هو البياض ونحن نعلم بالضرورة انا قبل ملاحظة ان البياض عرض والعرض لا يوجد قائما بنفسه نحكم بأنه بياض وأبيض ولو لا الاتحاد بالذات بين الأبيض