[عود المظفّر إلى مصر]
وأقام المظفّر نحو الشّهر ، وسار إلى الدّيار المصريّة (١).
ونقل الصّاحب عزّ الدّين ابن شدّاد (٢) أنّ المظفّر لمّا ملك دمشق عزم على التّوجّه إلى حلب لينظّف آثار التّتار من البلاد ، فوشى إليه واش أنّ ركن الدّين البندقداريّ قد تنكّر له وتغيّر عليه : وأنّه عامل عليك. فصرف وجهه عن قصده ، وعزم على التّوجّه إلى مصر وقد أضمر الشّرّ للبندقداريّ. وأسرّ ذلك إلى بعض خواصّه ، فاطّلع على ذلك البندقداريّ (٣).
[قتل المظفّر قطز (٤)]
ثمّ ساروا والحقود ظاهرة في العيون والخدود ، وكلّ منهما متحرّس من الآخر. إلى أن أجمع ركن الدّين البندقداريّ على قتل المظفّر. واتّفق مع سيف الدّين بلبان الرّشيديّ ، وبهادر المعزّيّ ، وبيدغان الركنيّ ، وبكتوت الجوكندار ، وبلبان الهارونيّ ، وأنس الأصبهانيّ الأمراء (٥).
فلمّا قارب القصر (٦) الّذي بالرمل عرّج للصّيد ، ثمّ رجع ، فسايره
__________________
(١) البداية والنهاية ١٣ / ٢٢٢ ، تاريخ ابن سباط ١ / ٣٩٤.
(٢) في القسم الضائع من : تاريخ الملك الظاهر. والمطبوع منه يبدأ في مجريات حوادث سنة ٦٧٠ ه.
(٣) الدرّة الزكية ٦٠ ، دول الإسلام ٢ / ١٦٣ ، مرآة الجنان ٤ / ١٤٩ ، السلوك ج ١ ق ٢ / ٤٣٤.
(٤) انظر عن (قتل قطز) في : الحوادث الجامعة ٤٥ ، وذيل مرآة الزمان ١١ / ٣٧١ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٢٠٧ ، والدرّة الزكية ٦١ ، ٦٢ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٢٢٩ ، وحسن المناقب السريّة لشافع بن علي (مخطوطة باريس ١٧٠٧) ورقة ٩ و ١٣٦ والروض الزاهر ٦٨ ، والسلوك ج ١ / ٤٣٥ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٨٣ ، والعبر ٥ / ٢٤٣ ، ودول الإسلام ٢ / ١٦٣ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٤٩ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٢٢ ، ٢٢٣ ، ونهاية الأرب ٢٩ / ٤٧٧ ، ٤٧٨ ، وذيل الروضتين ٢١١ ، وتاريخ مختصر الدول ٢٨٢ ، وتاريخ الزمان ٣١٩ ، وتالي وفيات الأعيان ٥٠ ، و ١٢٩ ، وتحقيق النصرة للمراغي ٧١.
(٥) وقال أبو الفداء : «وكان قد اتفق بيبرس البندقداري الصالحي مع أنص مملوك نجم الدين الرومي الصالحي والهاروني ، وعلم الدين صغن أغلي على قتل المظفّر قطز». (المختصر ٣ / ٢٠٧).
وانظر الدرّة الزكية ٦٠ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٤٣٥ ، ونهاية الأرب ٢٩ / ٤٧٧ ، وعقد الجمان (١) ٢٥٣ ، وحسن المناقب ، ورقة ٩ أ. و ١٣٥ ب.
(٦) في عيون التواريخ ٢٠ / ٢٢٩ «القصير بين الغرابي والصالحية».