دمشق وزال ملكه (١). وكانت رسل التّتار يومئذ بحرستا فدخلوا دمشق ، وقرئ فرمان الملك بأمان أهل دمشق وما حولها. ووصل نائب هولاكو على دمشق في ربيع الأوّل فلقيه كبراء البلد بأحسن ملقى. وقرئ الفرمان. وجاءت التّتار من جهة الغوطة مارّين من شرقيّها إلى الكسوة (٢).
[تعيين التفليسي بقضاء الشام]
وبعد أيّام وصل منشور من هلاوون للقاضي كمال الدّين عمر التّفليسيّ بقضاء الشّام ، وماردين ، والموصل ، وبنظر الأوقاف والجامع. وكان نائبا للقاضي صدر الدّين ابن سنيّ الدّولة (٣).
[تأمين حماه]
وأمّا حماه فكان صاحبها المنصور قد تقهقر إلى دمشق فنزل برزة. فجاء إلى حماه بطاقة برواح حلب ، فوقع في البلد خبطة عظيمة ، وخرج أهلها على وجوههم ، وسافر بهم الطّواشيّ مرشد. ثمّ بقي بها آحاد من الأعيان ، فتوجّهوا إلى حلب بمفاتيح البلد ، وطلبوا عطف هولاكو عليهم وأن ينفد إليهم شحنة ، فسيّر إليهم خسروشاه ، رجل أعجميّ (٤) فقدمها وأمّن الرعيّة. وكان بقلعتها الأمير مجاهد الدّين قيماز ، فدخل في طاعته (٥).
[دخول صاحب حماه إلى مصر]
وسار الملك النّاصر ومعه صاحب حماه والأمراء نحو غزّة ، ثمّ سار إلى قطية (٦) ، فتقدّم صاحب حماه بجمهرة العساكر والجفّال ودخل مصر. وبقي
__________________
(١) أخبار الأيوبيين ١٧٢ ، نهاية الأرب ٢٩ / ٣٨٦ ، الروض الزاهر ٦٢.
(٢) أخبار الأيوبيين ١٧٣ ، العبر ٥ / ٢٤٢ ، دول الإسلام ٢ / ١٦٢ ، عيون التواريخ ٢٠ / ٢٢٢ ، ٢٢٣ ووقع فيه «الكسرة» النجوم الزاهرة ٧ / ٧٦ ، شذرات الذهب ٥ / ٢٩٠.
(٣) عيون التواريخ ٢٠ / ٢٢٣ ، ذيل الروضتين ٢٠٤ ، السلوك ج ١ ق ٢ / ٤٢٤ ، النجوم الزاهرة ٧ / ٧٦ ، ٧٧.
(٤) قال أبو الفداء : إنه كان يدّعي أنه من ذرّية خالد بن الوليد. وهو أيضا عند ابن الوردي.
(٥) المختصر في أخبار البشر ٣ / ٢٠١ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٠٣ ، ذيل الروضتين ٢٠٤ ، عقد الجمان (١) ٢٣٢ ، مآثر الإنافة ٢ / ١٠٤ ، شذرات الذهب ٥ / ٢٩٠.
(٦) في الأصل : «قصبة». والمثبت عن المصادر وفيها «قطيا» ، وهي قرية بجوار الفرمة تحيط بها