الإربليّ ، الرّافضيّ ، المتكلّم ، الفيلسوف ، العزّ ، الضّرير.
كان بارعا في العربيّة والأدب ، رأسا في علوم الأوائل. كان بدمشق منقطعا في منزله يقرئ المسلمين وأهل الكتاب والفلاسفة. وله حرمة وافرة وهيبة.
وكان يهين الرّؤساء وأولادهم بالقول ، إلّا أنّه كان مجرما ، تاركا للصّلاة ، فاسد العقيدة ، يبدو منه ما يشعر بانحلاله.
قال شيخنا قطب الدّين (١) فيه مثل هذا ، وقال : كان قذرا ، رزيّ الشّكل ، قبيح المنظر ، لا يتوقّى النّجاسات. ابتلي مع العمى بقروح وطلوعات. وكان ذكيّا ، جيّد الذّهن ، حسن المحاضرة ، جيّد النّظم (٢) وكان يصرّح بتفضيل عليّ على أبي بكر رضياللهعنهما.
ولمّا قدم القاضي شمس الدّين ابن خلّكان ذهب إليه ، فلم يحتفل به ، فأهمله القاضي وتركه.
قال : وله قصيدة في العزّ ابن معقل الحمصيّ يمدحه. وله هجو خبيث.
وذكر عزّ الدّين ابن أبي الهيجا قال : لازمت العزّ الضّرير يوم موته فقال : هذه البنية قد تحلّلت ، وما بقي يرجى بقاؤها ، واشتهي رزّ (٣) بلبن. فعمل له وأكل منه ، فلمّا أحسّ بشروع خروج الرّوح قال : خرجت الرّوح من رجلي ، ثمّ قال : وصلت إلى صدري. فلمّا أراد الله المفارقة بالكلّية تلا هذه الآية :
__________________
= والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٠٧ ، ٢٠٨ ، وبغية الوعاة ١ / ٥١٨ ، ٥١٩ رقم ١٠٧٤ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٠١ وفيه اسمه : «الحسين» وهو خطأ ، والمنهل الصافي ٥ / ١٢٣ ـ ١٢٥ رقم ٩٢٦ ، والدليل الشافي ١ / ٢٦٨.
(١) لم يرد في المطبوع من تاريخ إربل.
(٢) ومن نظمه في السلوان :
ذهبت بشاشة ما عهدت من الجوى |
|
وتغيّرت أحواله وتنكرا |
وسلوت حتى لو سرى منه نحوكم |
|
طيف لما حياه طيفي في الكرى |
وله :
توهم واشينا قليل مزاره |
|
فهم ليسعى بيننا بالتباعد |
فعانقته حتى اتّحدنا تعانقا |
|
فلما أتانا ما رأى غير واحد |
(٣) الصواب : «وأشتهي رزّا».