يا زائرين (١) إلى الزّوراء لا تفدوا (٢) |
|
فما بذاك الحمى والدّار ديّار |
تاج الخلافة والرّبع الّذي شرفت |
|
به المعالم قد عفّاه إقفار (٣) |
أضحى لعصف البلى في ربعه أثر |
|
وللدّموع على الآثار آثار |
يا نار قلبي من نار لحرب وغى |
|
شبّت عليه ووافى الرّبع إعصار |
علا الصّليب على أعلى منابرها |
|
وقام بالأمر من يحويه زنّار |
وكم حريم سبته التّرك غاصبة |
|
وكان من دون ذاك السّتر أستار |
وكم بدور على البدريّة (٤) انخسفت |
|
ولم يعد لبدور الحيّ إبدار |
وكم ذخائر أضحت وهي شائعة |
|
من النّهّاب وقد حازته كفّار |
وكم حدود أقيمت من سيوفهم |
|
على الرّقاب وحطّت فيه أوزار |
ناديت والسّبي مهتوك تجرّهم (٥) |
|
إلى السّفاح من الأعداء ذعّار (٦) |
وهم يساقون للموت الّذي شهدوا |
|
النّار يا ربّ من هذا ولا العار |
والله يعلم أنّ القوم أغفلهم |
|
ما كان من نعم فيهنّ إكثار |
فأهملوا جانب الجبّار إذ غفلوا |
|
فجاءهم من جنود الكفر جبّار |
يا للرجال بأحداث يحدّثنا |
|
بما غدا فيهم إعذار وإنذار |
من بعد أسر بني العبّاس كلّهم |
|
فلا أنار لوجه الصّبع إسفار |
ما راق لي قطّ شيء بعد بينهم |
|
إلّا أحاديث أرويها وآثار |
لم يبق للدّين والدّنيا وقد ذهبوا |
|
شوق لمجد وقد بانوا وقد باروا |
إنّ القيامة في بغداد قد وجدت |
|
وحدّها حين للإقبال إدبار |
آل النبيّ وأهل العلم قد سبيوا (٧) |
|
فمن ترى بعدهم يحويه أمصار |
__________________
(١) في أخبار الدول ٢ / ١٩٩ : «يا سائرين».
(٢) في أخبار الدول : «لا تعدوا».
(٣) حتى هنا في أخبار الدول ٢ / ١٩٩.
(٤) البدرية : نسبة إلى بدر مولى المعتضد ، والمراد بها قصر المنصور. (انظر تاريخ بغداد ١ / ١٠٨).
(٥) في تاريخ الخلفاء «تجربهم».
(٦) حتى هنا في تاريخ الخلفاء ٤٧٢ ، ٤٧٣ ، وشذرات الذهب ٥ / ٢٧١ ، ٢٧٢.
(٧) هكذا في الشعر ، وهو خطأ.