الأصفر من بلد حلب (١).
[اتفاق الناصر والمعزّ على محاربة هولاكو]
وفيها تواترت الأخبار بوصول هولاكو بجيشه إلى أذربيجان يقصدون العراق ، فوردت قصّاد الدّيوان العزيز على نجم الدين الباذرائيّ إلى دمشق بأن يتقدّم إلى الملك النّاصر بمصالحة الملك المعزّ ، وأن يتّفقا على حرب التّتار ، فأجاب النّاصر إلى ذلك ، وردّ عسكره من غزّة فدخلوا دمشق (٢).
[القضاء بديار مصر]
وفيها عزل بدر الدين السّنجاريّ عن قضاء ديار مصر ، وولّي تاج الدين ابن بنت الأعزّ (٣).
[توقّف الخليفة عن ردّ وديعة للملك الناصر]
وكانت للملك النّاصر داود بن المعظّم وديعة عند الخليفة ، فتوقّف في ردّها واحتجّ بحجج باردة. وجرت أمور قبيحة لم يعهد مثلها من أمير فضلا عن أمير المؤمنين (٤).
وكان النّاصر داود قد حجّ ، وعاد على العراق بسببها فأنزل بالحلّة وأجري عليه راتب ضعيف ، فعمل قصيدة تلطّف فيها وعدّد خدمه وخدم آبائه فما نفع ، بل سيّروا إليه من حاسبه على جميع ما اتّصل إليه من النّفقات والمأكول وما حملوه إليه من الهدايا في تردّده ، ثمّ أوصلوا إليه شيئا يسيرا ، وقالوا : قد وصل إليك قيمة وديعتك فهات خطّك بوصوله ، وأنّك لم يبق لك شيء. فكتب كارها. ولم يصل إليه من قيمتها العشر. وسافر فاجتمع عليه جماعة من الأعراب وخدموه وأرادوا به التّوصّل إلى العبث والفساد فأبى عليهم ، وأقام عندهم. فخاف من ذلك صاحب الشّام الملك النّاصر فأحضر
__________________
(١) عيون التواريخ ٢٠ / ٨٧ ، البداية والنهاية ١٣ / ١٩٣ ، عقد الجمان (١) ١٢٢.
(٢) العبر ٥ / ٢١٧ ، عيون التواريخ ٢٠ / ٩٣ ، ذيل مرآة الزمان ١ / ١٢ ، شذرات الذهب ٥ / ٢٦٤.
(٣) عيون التواريخ ٢٠ / ٩٣ وفيه «ابن الأعز» ، ذيل مرآة الزمان ١ / ١٣.
(٤) عيون التواريخ ٢٠ / ٩٣.