وجلّ ، وإلى السّاعة ما نقصت بل ترمي مثل الجبال (١) حجارة من نار ، ولها دويّ ، ما تدعنا نرقد ولا نأكل ولا نشرب ، وما أقدر أصف لك عظمها ولا ما فيها من الأهوال. وأبصرها أهل ينبع (٢) ، وندبوا قاضيهم ابن سعد (٣) ، وجاء وغدا (٤) إليها ، وما أصبح يقدر يصفها من عظمها. وكتب يوم خامس رجب ، والشّمس والقمر من يوم ظهرت ما يطلعان إلّا كاسفين (٥).
ومن كتاب آخر من بعض بني الفاشانيّ يقول : جرى عندنا أمر عظيم (٦) .. إلى أن قال : من النّار ظهر للنّاس ألسن تصعّد في الهواء حمراء كأنّها العلقة ، وعظمت ففزع النّاس إلى المسجد ، وابتهلوا إلى الله عزوجل ، وغطّت حمرة النّار السّماء كلّها حتّى بقي النّاس في مثل ضوء القمر ، وأيقنّا بالعذاب. وصعد القاضي والفقيه إلى الأمير يعظونه فطرح المكس ، وأعتق رقيقه كلّهم ، وردّ علينا كلّ ما لنا تحت يده ، وعلى غيرنا. وبقيت كذلك أيّاما ، ثمّ سالت في وادي أخيلين (٧) تنحدر مع الوادي إلى الشّظاه ، حتّى لحق سيلانها ببحرة الحاجّ ، والحجارة معها تتحرّك وتسير حتّى كادت تقارب حرّة العراض (٨). ثمّ سكنت ووقفت أيّاما ، ثمّ عادت ترمي بحجارة من خلفها وأمامها حتّى بنت جبلين خلفها وأمامها ، وما بقي يخرج منها من بين الجبلين ، لسان لها أيّاما. ثمّ إنّها عظمت الآن وسناها (٩) إلى الآن ، وهي تتّقد كأعظم ما يكون. ولها كلّ يوم صوت عظيم من آخر اللّيل إلى ضحوه (١٠) ، والشّمس والقمر كأنّهما منكسفان إلى الآن. وكتب هذا ولها شهر (١١).
__________________
(١) في الأصل : «الجمال».
(٢) في نهاية الأرب ٢٩ / ٤٥١ «أهل التنعيم» ، وفي عيون التواريخ ٢٠ / ٩٠ «الينبع».
(٣) في نهاية الأرب ٢٩ / ٤٥١ «ابن أسعد» ، والمثبت يتفق مع عيون التواريخ ٢٠ / ٩٠.
(٤) في نهاية الأرب ٢٩ / ٤٥١ «وعدّا».
(٥) راجع نصّ الكتاب في نهاية الأرب ٢٩ / ٤٤٩ ـ ٤٥١ ففيه زيادة ونقصان عمّا هنا ، وذيل مرآة الزمان ، وعيون التواريخ.
(٦) انظر النص في : ذيل مرآة الزمان ١ / ٨.
(٧) في نهاية الأرب ٢٩ / ٤٥٢ «أحيلين» بالحاء المهملة.
(٨) في نهاية الأرب ٢٩ / ٤٥٣ «حرّة العريض».
(٩) في الأصل : «وشباها» ، والتحرير من : نهاية الأرب ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٩٠.
(١٠) في نهاية الأرب : «صحوة».
(١١) انظر نصّ الكتاب في نهاية الأرب ٢٩ / ٤٥٢ ، ٤٥٣ مع زيادة ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٩٠ ، ٩١.