وقال الشريف عزّ الدّين الحافظ : كان يذكر أنّه ولد في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة ، وأنّه أجاز له جماعة منهم أبو الفتح الكروخيّ.
قلت : أحضر لنا الأمير أبو عبد الله محمد بن التّيتي إجازة عتيقة قد أجاز فيها لعبد الخالق بن الأنجب النّشتبريّ ولغيره في سنة إحدى وأربعين جماعة من شيوخ نيسابور لعبد الله بن الفراويّ ، وعبد الخالق بن زاهر الشّحّاميّ ، لكنّها لعلّها لأخ لصاحب الترجمة اسمه باسمه فيما أرى.
وقد رحل ابن الحاجب وغيره بعد العشرين ولم يعرف بهذه الإجازة ، ولو عرف بها في ذلك الزّمان لكانت من أعلى (١) ما يروى ، فكيف في هذا الوقت؟! وكذا شيخنا الدّمياطيّ لم يعبأ بهذه الإجازة ولا سمع عليه بها.
وأمّا السراج ابن شحانة فقرأ عليه بها «الأربعين» لعبد الخالق الشّحّاميّ في سنة إحدى وأربعين وستّمائة بجامع آمد.
وقال الدّمياطيّ : مات في الثاني والعشرين من ذي الحجّة ، وقد جاوز مائة (٢). وكان فقيها عالما. ثمّ قيّد النّشتبري بكسر أوّله وثالثه. وقول الدّمياطيّ إنّه جاوز المائة فيه نزاع ، فإنّ الحافظ ابن النّجّار قال : بلغني أنّه ادّعى الإجازة من موهوب بن الجواليقيّ والكروخيّ وجماعة ، وروى عنهم. وما أظنّ سنّة يحتمل ذلك.
قلت : الإجازة صحيحة إن شاء الله مع إقراره بأنّها له وبأنّه ولد في حدود سنة أربعين وخمسمائة.
روى عنه : الدّمياطيّ ، ومجد الدّين بن العديم ، وجمال الدّين ابن الظّاهريّ ، وشمس الدّين عبد الرحمن بن الزّين ، وابن التّيتيّ المذكور.
ومن القدماء : الحافظ أبو عبد الله البرزالي ، وغيره.
__________________
(١) في الأصل : «أعلا».
(٢) انظر عنه في : أهل المائة فصاعدا للذهبي ـ ص ١٣٧.