ملك دمشق بعد موت أخيه الملك الأشرف ، وركب بأبّهة السّلطنة ، وخلع على الأمراء ، وبقي أيّاما ، فلم يلبث أن نازل دمشق الملك الكامل أخوه فأخذها منه ، وذهب هو إلى بعلبكّ. ثمّ هجم هو وصاحب حمص على دمشق فتملّكها في سنة سبع وثلاثين كما هو مذكور في الحوادث.
وبدت منه هنات عديدة ، واستعان بالفرنج على حرب ابن أخيه ، وأطلق لهم حصن الشّقيف (١). ثمّ أخذت منه دمشق في سنة ثلاث وأربعين ، وذهب إلى بعلبكّ فلم يقرّ له قرار ، والتفّ عليه الخوارزميّة. وتمّت له خطوب طويلة فالتجأ إلى حلب. وراحت منه بصرى وبعلبكّ ، وبقي في خدمة ابن ابن أخيه الملك النّاصر. فلمّا سار النّاصر لأخذ الدّيار المصريّة ومعه الملك الصّالح ، أسر الصّالح فيمن أسر وحبس بالقاهرة ، ومرّوا به أسيرا على تربة ابن أخيه الصّالح نجم الدّين ، فصاحت البحريّة ، وهم غلمان نجم الدّين : يا خوند أين عينك تبصر عدوّك.
قال سعد الدّين في «تاريخه» : وفي سلخ ذي القعدة أخرجوا الصّالح إسماعيل من القلعة ليلا ، ومضوا به إلى الجبل ، فقتلوه هناك ، وعفي أثره.
قلت : حصل له خير بالقتل والله يسامحه. وقد رأيت ولديه الملك المنصور والملك السّعيد والد الكامل.
وقد روى عن أبيه جزءا من «المحامليّات» ، قرأه عليه السّيف ابن المجد.
وكان له إحسان إلى المقادسة ، ولكنّ جناياته على المسلمين ضخمة.
قال ابن واصل (٢) : لمّا أتي بالملك الصّالح إسماعيل إلى الملك المعزّ وإنّما أتي صبيحة الوقعة ، أوقف إلى جانبه.
قال حسام الدّين ابن أبي عليّ : فقال لي المعزّ : يا خوند حسام الدّين ، أما تسلّم على المولى الملك الصّالح؟
__________________
(١) هو شقيف أرنون بجنوب لبنان.
(٢) في الجزء السادس من مفرّج الكروب ، ولم ينشر حتى الآن.