التّتار وخدموا معهم ، وكفى الله شرّهم. وعلّق رأس بركة خان على قلعة حلب. ووصل الخبر إلى القاهرة فزيّنت ، وحصل الصّلح التّامّ والودّ بين السّلطان وبين صاحب حمص والحلبيّين (١).
وأمّا المحارف الملك إسماعيل فإنّه التجأ إلى حلب عند ابن ابن أخته الملك النّاصر صلاح الدّين ، فأرسل صاحب مصر البهاء زهير إلى النّاصر صاحب حلب يطلب منه إسماعيل ، فشقّ ذلك على النّاصر وقال : كيف يحسن بي أن يلتجئ إليّ خال أبي وهو كبير البيت ، وأبعثه إلى من يقتله وأخفر ذمّته؟! فرجع البهاء زهير (٢).
وأمّا نائب دمشق حسام الدّين فإنّه سار إلى بعلبكّ وحاصرها ، وبها أولاد الصّالح إسماعيل ، فسلّموها بالأمان ، ثمّ أرسلوا إلى مصر تحت الحوطة هم والوزير أمين الدّولة والأستاذ دار ناصر الدّين ابن يغمور ، فاعتقلوا بمصر ، وصفت البلاد للملك الصّالح (٣). وبقي النّاصر داود بالكرك في حكم المحصور (٤). ثمّ رضي السّلطان على فخر الدّين ابن شيخ الشّيوخ ، وأخرجه من الحبس بعد موت أخيه الوزير معين الدّين ، وسيّره فاستولى على جميع بلاد النّاصر داود ، وخرّب ضياع الكرك ، ثمّ نازلها أيّاما ، وقلّ ما عند النّاصر من الملك والذّخائر بها ، وقلّ ناصره (٥) ، فعمل قصيدة يعاتب بها السّلطان ، ويذكر فيها ما له من اليد عنده من ذبّه عنه وتمليكه ديار مصر ، وهي :
قل للّذي (٦) قاسمته ملك اليد |
|
ونهضت فيه نهضة المستأسد |
عاصيت فيه ذوي الحجى من أسرتي |
|
وأطعت فيه مكارمي وتودّدي |
__________________
(١) مفرّج الكروب ٥ / ٣٥٩ ، ٣٦٠.
(٢) مفرّج الكروب ٥ / ٣٦٠.
(٣) مفرّج الكروب ٥ / ٣٦١ ، ٣٦٢.
(٤) مفرّج الكروب ٥ / ٣٦٣.
(٥) مفرّج الكروب ٥ / ٣٦٣ ، ٣٦٤.
(٦) في مفرّج الكروب ٥ / ٣٦٥ ، والفوائد الجلية ٢٦٢ ، وذيل مرآة الزمان ١ / ١٦١ ، وشفاء القلوب ٣٥٢ «قولوا لمن». والمثبت يتفق مع : النجوم الزاهرة ٦ / ٣٢٦.