وقرأ الأدب على أبيه وعلى ابن برّيّ. وتفقّه.
وكان يرتزق من الشّهادة ، وكان يأخذ على التّحديث ، الله يسامحه.
حدّني إسحاق الصّفّار وكان بعث شيخنا الحافظ ابن خليل إلى ابن رواحة يعتب عليه في أخذه على الرّواية ، فاعتذر بأنّه فقير.
وقرأت بخطّ أبي الفتح بن الحاجب : قال لي الحافظ ابن عبد الواحد : ذكر لي أخي الشّمس أحمد أنّه لمّا كان بحمص ورد عليه ابن رواحة فأراد أن يسمع منه ، فذكر له جماعة من أهل حمص أنّ ابن رواحة يشهد بالزّور فتركته.
وقال أبو الفتح : قال لي تقيّ الدّين أحمد بن العزّ : كلّ ما (١) سمعته على ابن رواحة فقد تركته.
وقال الزّكيّ البرزاليّ : كان عنده تسامح قلب ، وكان له شعر وسط يمتدح به ويأخذ الصّلات ، وحدّث بأماكن عديدة.
وقال الحافظ زكيّ الدّين عبد العظيم : سألته عن مولده فقال : في جزيرة مسّينة بالمغرب سنة ستّين. كان أبي سافر إلى المغرب فأسر ، فولدت له هناك.
روى عنه : زكيّ الدّين ، وأبو حامد بن الصّابونيّ ، وأبو محمد الدّمياطيّ ، وأبو العبّاس بن الظّاهريّ ، وأبو الفضل بن عساكر ، وأبو الحسين اليونينيّ ، وإدريس بن مزيز ، وبنته ستّ الدّار ، وفاطمة بنت النّفيس بن رواحة بنت أخيه ، والبهاء بن النّحّاس ، وأخوه ، والكمال إسحاق ، وأبو بكر الدّشتيّ ، والشّرف عبد الأحد بن تيميّة ، والمفتي أبو محمد الفارقيّ ، وفاطمة بنت جوهر ، وفاطمة بنت سليمان ، والشّمس أحمد بن محمد بن العجميّ ، وخلق سواهم.
وتوفّي بين حماة وحلب. وحمل إلى حماة فدفن بها في ثامن جمادى الآخرة (٢).
__________________
(١) في الأصل : «كلما».
(٢) وقال ابن المستوفي : ورد إربل في العشر الأول من ذي الحجة من سنة خمس وعشرين وستمائة ، ونزل بدرب المنارة في زاوية الشيخ محمد بن محمد بن الحسين الكريدي ، وأكرمه