[تحريض البابا على قتل الإمبراطور]
وفيها وصلت الأخبار أنّ البابا طاغوت النّصرانيّة غضب على الأنبرور (١) وعامل خواصّه الملازمين له على قتله ، وكانوا ثلاثة. وقال لهم : قد خرج الأنبرور (٢) عن دين النّصرانية ومال إلى المسلمين فاقتلوه وخذوا بلاده لكم. وأعطى أحدهم صقلّيّة ، والآخر بغفاته ، والآخر بوليه. وهذه الثلاثة مملكة الأنبرور ، فكتب مناصحوا الأنبرور إليه بذلك ، فعمد إلى مملوك له فجعله على سرير الملك مكانه وأظهر أنّه هو وأنّه قد شرب شربة ، فجاء الثّلاثة يعودونه والأنبرور في مجلس ومعه مائة بالسّلاح. فأمّا الثلاثة فإنّهم رأوا قتل الأنبرور فرصة لكونه ضعيفا من الدّواء فحطّوا عليه ، وهو مغطّى الوجه ، بالسّكاكين فقتلوا الغلام ، فخرج عليهم المائة فقبضوا عليهم ، وذبحهم الأنبرور بيده وسلخهم (٣) ، فلمّا بلغ البابا بعث إلى قتاله جيشا ، والخلف بينهم واقع (٤).
[تسلّم نجم الدين قلعة الصبيبة وحصن الصلت]
وفيها تسلّم السّلطان نجم الدّين أيّوب (٥) قلعة الصّبيبة من ابن عمّه الملك السّعيد بن الملك العزيز (٦) ، ثمّ أخذ حصن الصّلت من النّاصر (٧).
__________________
(١) في الأصل : «الأنبروز» بالزاي. وهو الإمبراطور فردريك الثاني إمبراطور الدولة الرومانية.
قال ابن أيبك الدواداريّ إنه كان مناصحا لسلطان مصر ، وقد حذّره من ريد فرانس حين قدم لأخذ دمياط. انظر : الدر المطلوب ٣٦٥ ، ٣٦٦ ، والتصحيح من : المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٠٤.
وتصحف في : البداية والنهاية ١٣ / ١٧١ إلى : «الأبدور».
(٢) في المرآة : «وحشا جلودهم تبنا».
(٣) مرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٧٦٢ ، ٧٦٣ ، المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٠٤ ، البداية والنهاية ١٣ / ١٧١.
(٤) في المطبوع من : المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٠٤ «نجم الدين حسن» ، وهو وهم.
(٥) الصّبيبة : من عمل دمشق ويقع بجوار مدينة نابلس. (نخبة الدهر في عجاب البر والبحر ٢٠٠) وقد تحرّفت في مرآة الجنان ٤ / ١١٢ إلى : «الصينية».
(٦) سيعاد هذا الخبر في السنة التالية.
(٧) ذيل الروضتين ١٧٩ ، نهاية الأرب ٢٩ / ٣٢٥ ، مفرّج الكروب ٥ / ٣٦٤ ، دول الإسلام