فغبت عند ذاك عن وجودي |
|
لمّا تجلّى الحقّ في شهودي |
وعاينت عيناي (١) ذات الباري (٢) |
|
من غير شكّ ولا تماري (٣) |
فكنت (٤) من ربّي لا محاله |
|
كقاب قوسين وأدنى حاله (٥) |
|
كذب وفجر قاتله الله أنّى يؤفك.
وله :
سطا وله في مذهب الحبّ أن يسطو |
|
مليح له في كلّ جارحة (٦) قسط |
ومن فوق صحن الخدّ للنّقط عارية (٧) |
|
يدلّ على ما يفعل الشّكل والنّقط |
وأقول : لا يكمل للرّجل إيمانه حتّى يبرأ من الحلوليّة والاتّحاديّة الّذين يقولون إنّ الله سبحانه وتعالى حلّ في الصّور واتّحدت ، وأنّه بذوات البشر.
وعاش الشّيخ حسن هذا ثلاثا وخمسين سنة (٨).
__________________
(١) في المختار : «عينا لي».
(٢) في المختار : «البارد».
(٣) في المختار : «من غير ما شكّ ولا تحامي».
(٤) في المختار : «فلنت».
(٥) في الوافي بالوفيات ١٢ / ١٠٢ «جلاله».
(٦) في المختار لابن الجزري ٢٠٨ «جارمه».
(٧) في الوافي ١٢ / ١٠٣ «غاية».
(٨) وقال ابن المستوفي : أخبرني أنه ولد بقرية تدعى «لالش» بضم اللام والشين المعجمة ، من قرى الهكارية من أعمال الموصل ، سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة. ورد إربل في شهر رمضان سنة سبع وعشرين وستمائة لحادثة وقعت من أصحابهم ، وهي أنهم ذكروا عنهم أنهم أخرجوا عظام الشيخ الصالح أبي أحمد عبد الله بن الحسن بن المثنّى المعروف بابن الحدّاد من قبره وأحرقوها وأخربوا المقبرة التي كانت فيها ، وفعلوا أشياء يقبح ذكرها ، وكان بينه وبين أصحاب عديّ زمن حياة أبي أحمد شحناء عظيمة ، تعدّوا عليه فيها حتى أدّى بهم الأمر إلى أن نزلوا عليه في ولاية أبي منصور قايماز بن عبد الله ـ رحمهالله ـ وجرحوه جراحا كثيرة ، فأخذ منهم جماعة واعتقلهم وأدّبهم. وأخذ العلماء في أقاويلهم ومعتقداتهم فتاوى كتبوها للشيخ الإمام أبي حامد محمد بن يونس ، فأفتى في ذلك بما يرد في هذا الموضع ، فاستدعاهم أبو الفضائل لؤلؤ بن عبد الله الأتابكي إلى الموصل ، فجاءوا في جمع عظيم وخيل كثيرة ، فأخذها منهم ، وقال لهم : اعبدوا الله في تلّ التوبة ولا تقربوا زاوية الشيخ عديّ ، وسلّمها