فضله وأدبه وعلمه ، وهي :
بين الفؤادين من صبّ ومحبوب |
|
يظلّ ذو الشّوق في شدّ وتقريب |
صبر المتيّم في قرب الدّيار به |
|
أولى من الصّبر في نأي وتغريب |
وهي طويلة أورد فيها العماد قطعة في مدح السّلطان.
وقد مدح الأديب رشيد الدّين بقصيدته الّتي أوّلها :
فاق الرّشيد فأمّت بحرة الأمم |
|
وصدّ عن جعفر وردا له أمم |
وبين وفاتي المذكورين أكثر من مائة سنة.
قال أبو شامة (١) : وفي ثاني عشر جمادى الآخرة توفّي شيخنا علم الدّين علّامة زمانه ، وشيخ أوانه بمنزله بالتّربة الصّالحيّة ، ودفن بقاسيون. وكانت على جنازته هيبة وجلالة وأجناب. ومنه استفدت علوما جمّة ، كالقراءات ، والتّفسير ، وفنون العربيّة. وصحبته من شعبان سنة أربع عشرة وستّمائة. ومات وهو عنّي راض (٢).
قلت : وكان شيخ الإقراء بالتّربة المذكورة ، وله تصدير وحلقة بجامع دمشق. وكانت حلقته عند المكان المسمّى بقبر زكريّا مكان الشّيخ علم الدّين البرزاليّ الحافظ.
٢٢٢ ـ عليّ بن محمد بن كامل بن أحمد بن أسد.
__________________
(١) في ذيل الروضتين ١٧٧.
(٢) وقال ياقوت الحموي : كان مبدؤه الاشتغال بالفقه على مذهب مالك بمصر ، ثم انتقل إلى مذهب الشافعيّ ، وسكن بمسجد بالقرافة يؤمّ فيه مدّة طويلة ، فلما وصل الشيخ أبو القاسم الشاطبي إلى تلك الديار واشتهر أمره لازمه مدّة وقرأ عليه القرآن بالروايات ، وتلقّن منه قصيدته المشهورة في القراءات ، وكان يعلّم أولاد الأمير ابن موسك ، وانتقل معه إلى دمشق ، واشتهر بها بعلم القرآن ، وعاود قراءة القرآن على تاج الدين أبي اليمن الكندي ولازمه ، وقرأ عليه جملة وافرة من سماعاته في الأدب وغيره ، وصار له حلقة بالجامع بدمشق ، وتردّد إليه الناس للتأدّب وشرع في التصنيف ، .. وكتبت هذه الترجمة في سنة تسع عشرة وستمائة وهو بدمشق كهل يحيا. (معجم الأدباء).