١ ـ عندما ينقل أقوال من يقول بعدم التحريف ، ومنهم شيخ المحدّثين الشيخ الصدوق(١) المعروف بدقته في ما يرويه ، ورئيس المجتهدين الشيخ الطوسي(٢) ، وسيّد المتكلّمين علم الهدى المرتضى(٣) ، وإمام المفسّرين أبي علي الطبرسي(٤) ، حيث قال الفيض في تفسيره : «والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه ، وهو الذي نصره المرتضى رضياللهعنه ، واستوفى الكلام فيه غاية الاستيفاء في جواب المسائل الطرابلسيات. وذكر في مواضع :
«إنّ العلم بصحّة نقل القرآن ، كالعلم بالبلدان ، والحوادث الكبار ، والوقائع العظام ، والكتب المشهورة ، وأشعار العرب المسطورة ، فإنّ العناية اشتدّت والدواعي توفّرت على نقله وحراسته ، وبلغت حدّاً لم تبلغه ؛ في ما ذكرناه ؛ لأن القرآن معجزة النبوّة ، ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية ، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية ، حتّى عرفوا كلّ شيء اختلف فيه ، من إعرابه ، وقراءته ، وحروفه ، وآياته.
فكيف يجوز أن يكون مُغَيّراً ومنقوصاً ، مع العناية الصادقة والضبط الشديد؟!».
وقال أيضاً قدسسره :
«إنّ العلم بتفصيل القرآن ـ وإبعاضه في صحّة نقله ـ كالعلم بجملته ، وجرى ذلك مجرى ما علم ضرورة من الكتب المصنّفة ، ككتاب سيبويه ،
__________________
(١) الاعتقادات : ٨٤.
(٢) تفسير التبيان ١ / ٣.
(٣) رسائل المرتضى (المسائل الطرابلسيات الأولى غير مطبوع) بنقل عن مجمع البيان ١ / ٤٣.
(٤) مجمع البيان ١ / ١٥ ، ٤ / ١٤٣ و ٦ / ١٠٥.