قال أبو الهذيل : قل يا هشام.
قال : أخبرني عن مريم لمّا ضربها الطَّلق ، وجاءها المَخاض ، قال الله عزّ وجلّ حاكياً عنها : (قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذَا وَكُنتُ نَسْياً مَنْسِيّاً)(١) ، أخبرني عنها ، لِمَ تمنّت الموت ، أكانت شاكّة في نفسها ، أو شاكّة فيما في بطنها وقد كلّمها لوقته؟
قال الرشيد : يا أبا الهذيل لا تطلق على مريم الشكّ ، إنّما قالت ذاك عند الضجر.
قال هشام : وإنّما وقع ذلك من عليّ ضجراً ، أو لسبب عصيانهم إيّاه.
قـال يحيـى : ألست تـروي عـن صاحبـك جعفـر بـن محمّد(٢) أنّـه قـال عـن جـدّه علـي بـن أبـي طالـب عليهالسلام : «إنّ الله وهب لـي أربعـة أسماء» ، وإنّـه سماه صدّيقـاً(٣) وسمّـي بـه غيره ، وسمّاه فاروقاً(٤) وسُمِّي به غيره ، وسمّاه وصيّاً(٥) ، فورثه النّاس دونه ، وسمّاه أمير
__________________
(١) سورة مريم ١٩ : ٢٣.
(٢) جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام كنيته : أبو عبدالله ، ولد بالمدينة سنة ٨٣ هـ ، وقبض بالمدينة في شوال سنة ١٤٨ هـ ، له خمس وستون سنة.
(٣) المصنّف لابن أبي شيبة الكوفي ٧ / ٤٩٨ ح ٢١ ، الآحاد والمثاني : ١٤٨ ح ١٧٨ ، السنّة لابن أبي عاصم : ٥٨٤ ح ١٣٢٤ ، سنن ابن ماجة ١ / ٤٤ ح ١٢٠ ، المستدرك للحاكم ٣ / ١١٢ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٣ ، أُسد الغابة ٥ / ٢٨٧ ، تهذيب الكمال ١٢ / ١٨ ، كنز العمّال ١١ / ٦١٦ ح ٣٢٩٩٠.
(٤) المعجم الكبير للطبراني ٦ / ٢٦٩ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ٣٠ و ٤ / ١٢٢ ، الاستيعاب ٤ / ١٧٤٤ ضمن الترجمة رقم ٣١٥٧ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤١ ـ ٤٣ ، أُسد الغابة ٥ / ٢٨٧ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٠٢ ، كنز العمّال ١١ / ٦١٦ ح ٣٢٩٩٠.
(٥) تاريخ الطبري ٢ / ٦٣ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٣ / ٢١١ و ٢٤٤ ،