الدنيوية ، حتّى لو أنّ أحداً خالفهم يتحيّنون الفرص للانتقام منه!
نعم ، قد ورد عندنا في الأخبار أنَّ أُسامة قد نَدِمَ من تخلّفه عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، فقد روى سليم أنّه قد سلّم بعد ذلك ورضي ، ودعا لعليّ ، وتبرّأ من عدوّه ، وشهد أنّه عليه السلام على الحقّ ، ومن خالفه ملعون حلال الدم(١).
وروى الكليني بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : «ألا اُخبركم أهل الوقوف؟ قلنا : بلى. قال : أُسامة بن زيد وقد رجع فلا تقولوا إلاّ خيراً ، ومحمّد بن مسلمة وابن عمر مات منكوباً»(٢).
قلت :
بل لقد ندم سعد بن أبي وقّاص أيضاً ، كما في رواية أهل السنّة :
ففي المستدرك على الصحيحين بإسناده عن خيثمة بن عبد الرحمن ، قال : «سمعت سعد بن مالك ـ وقال له رجل : إنّ عليّاً يقع فيك أنّك تخلّفت عنه ـ فقال سعد : والله إنّه لرأي رأيته وأخطأ رأيي ، إنّ علي بن أبي طالب أُعطي ثلاثاً لأنْ أكون أُعطيت إحداهنَّ أحبّ إليَّ من الدنيا وما فيها : لقد قال له رسول الله يوم غدير خمّ ... وجيء به يوم خيبر وهو أرمد ... وأخرج رسول الله عمّه العبّاس وغيره من المسجد ...»(٣).
وكذلك ندم عبد الله بن عمر ....
ففي المستدرك أيضاً ، بإسناده عن شعيب بن أبي حمزة القرشي ، عن
__________________
(١) كتاب سليم بن قيس الهلالي ٢/٧٩٧.
(٢) رجال الكشي : ٣٩.
(٣) المستدرك ٢/١٥١.