(١٧)
المختار من الأوراد والأذكار
وفي الروايات الواردة في كتاب وسائل الشـيعة ذكرٌ لبعض الأوراد والأذكار وآثارها ، تفضّل بها الأئمّة عليهم السلام ابتداءً ، أو إجابةً لطلب بعض المؤمنين.
ومن المعلوم أنّ للأذكار والأوراد والأدعية أثراً معنوياً عامّاً وهو الارتباط بالله سبحانه وتعالى ، وهو ما يحصل بتلاوة القرآن أيضاً ، بل مطلق العبادات ، أمّا معنى هذا الارتباط وكيفيّته وحدّ أثره في نفوس الأشخاص ، فلبيانه مجال آخر. وعلى كلّ حال ، فإنّ هذا الأثر مشـترك.
ولكلٍّ منها أثر خاصٌ أو آثار معيّنة ، مادّية أو معنويّة ..
أمّا الأثر العام الذي أشرنا إليه ، فيكفي للقيام بالعمل لغرض تحصيله الأوامر المطلقة الواردة في ذكر الله ، كقوله تعالى : (قُلِ ادْعُوا الله أو ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأسْماءُ الْحُسْنَى) (١).
بل في بعضها الوعد بترتّب الأثر ، كقوله تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) (٢) ؛ وهل يوجد شيء فوق أن يذكر الله عبده؟
وأمّا الأثر الخاص الذي يراد الوصول إليه عن طريق ذكر أو ورد أو دعاء معيّن ، فلا يحصل إلاّ بوجود المقتضي وشرطه وعدم المانع عن
__________________
(١) سورة الإسراء ١٧ : ١١٠.
(٢) سورة البقرة ٢ : ١٥٢.