واتركوني وحدي ، فانصرفنا عنه ورجع كلّ واحد منّا إلى مرقده.
قال سعد : فلمّا حان أن ينكشف الليل عن الصبح ، أصابتني فكرة (١) ، ففتحت عيني فإذا أنا بكافور الخادم (خادم مولانا أبي محمّـد عليهالسلام) وهو يقول :
أحسن الله بالخير عزاكم ، وجبر بالمحبوب رزيّتكم ، قد فرغنا من غسل صاحبكم ومن تكفينه ، فقوموا لدفنه ؛ فإنّه من أكرمكم محلاًّ عند سيّدكم.
ثمّ غاب عن أعيننا فاجتمعنا على رأسه بالبكاء والعويل حتّى قضينا حقّه ، وفرغنا من أمره (٢) رحمهالله.
ج ـ في كمال الدين (٣) : حدّثنا محمّـد بن عليّ بن حاتم النوفلي ،
__________________
(١) في بعض النسخ (وكزة) والوكز كالوعد : الدفع والطعن والضرب بجمع الكفّ. كمال الدين : ٢٩.
(٢) اعلم أنّ ما تضمّنه الخبر من وفاة أحمد بن إسحاق القمّي في حياة أبي محمّـد العسكري عليهالسلام مخالف لمّا أجمعت عليه الرجاليون من بقائه بعده عليهالسلام ، قال الشيخ في كتاب الغيبة : (وقد كان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات يرد عليهم التوقيعات من قبل المنصورين للسفارة من الأصل ... ثمّ ساق الكلام إلى أن قال : ومنهم أحمد بن إسحاق وجماعة يخرجون التوقيع في مدحهم ، روى أحمد بن إدريس ، عن محمّـد بن أحمد ، عن محمّـد بن عيسى ، عن أبي محمّـد الرازي ، قال : كنت وأحمد بن أبي عبد الله بالعسكر ، فورد علينا رسول من قبل الرجل فقال : أحمد بن إسحاق الأشعري وإبراهيم بن محمّـد الهمداني وأحمد بن حمزة بن اليسع ثقات جميعاً.
وفي ربيع الشيعة ـ لابن طاووس ـ : (إنّه من السفراء والأبواب المعروفين الذين لا يختلف الشيعة القائلون بإمامة الحسن بن علي عليهماالسلامفيهم). راجع منهج المقال ص ٣٢.
(٣) كمال الدين ٢ / ٤١٧ ـ ٤٢٣. والحديث في كتاب الغيبة للطوسي : ٢٠٨ ـ ٢١٤