بعدي ثلاثون سنة ، فجعل هذه موقوفة على أعمار الأربعة الذين هم الخلفاء الراشدون في مذهبكم.
فكان لا يجد بدّاً من قوله لك : بلى.
قلت : فكيف تقول حينئذ : أليس كما علم رسول الله أنّ الخلافة من بعده لأبي بكر علم أنّها من بعد أبي بكر لعمر ومن بعد عمر لعثمان ومن بعد عثمان لعليّ؟
فكان أيضاً لا يجد بُدّاً من قوله لك : نعم.
ثمّ كنت تقول له : فكان الواجب على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يخرجهم جميعاً على الترتيب إلى الغار ويشفق عليهم كما أشفق على أبي بكر ، ولا يستخفّ بقدر هؤلاء الثلاثة بتركه إيّاهم وتخصيصه أبا بكر وإخراجه مع نفسه دونهم.
ولمّا قال : أخبرني عن الصدّيق والفاروق ...
قال سعد : ثمّ قام مولانا الحسن بن عليّ الهادي عليهالسلام للصلاة مع الغلام فانصرفت عنهما ، وطلبت أثر أحمد بن إسحاق فاستقبلني باكياً ، فقلت : ما أبطأك وأبكاك؟ قال : قد فقدت الثوب الذي سألني مولاي إحضاره. قلت : لا عليك فأخبره ، فدخل عليه مسرعاً وانصرف من عنده متبسّماً وهو يصلّي على محمّـد وآل محمّـد ، فقلت : ما الخبر؟ قال : وجدت الثوب مبسوطاً تحت قدمي مولانا يصلّي عليه.
قال سعد : فحمدنا الله تعالى على ، ذلك وجعلنا نختلف بعد ذلك اليوم إلى منزل مولانا أيّاماً ، فلا نرى الغلام بين يديه. فلمّا كان يوم الوداع دخلت أنا وأحمد بن إسحاق وكهلان من أهل