الهادي عليهالسلام (١) إلى الغلام وقال له :
«يا بني فضّ الخاتم عن هدايا شيعتك ومواليك».
فقال : يا مولاي أيجوز أن أمدّ يداً طاهرة إلى هدايا نجسة وأموال رجسة قد شيب أحلّها بأحرمها؟».
فقال مولاي : «يا ابن إسحاق! استخرج ما في الجراب ليميّز ما بين الحلال والحرام منها».
فأوّل صرّة بدأ أحمد بإخراجها قال الغلام :
«هذه لفلان بن فلان ، من محلّة كذا بقمّ ، تشتمل على اثنين وستّين ديناراً ، فيها من ثمن حجيرة باعها صاحبها وكانت إرثاً له عن أبيه خمسة وأربعون ديناراً ، ومن أثمان تسعة أثواب أربعة عشر ديناراً ، وفيها من أُجرة الحوانيت ثلاثة دنانير».
فقال مولانا : «صدقت يا بني ، دُلّ الرجل على الحرام منها».
فقال عليهالسلام : «فتّش عن دينار رازي السكّة ، تاريخه سنة كذا ، قد انطمس من نصف إحدى صفحتيه نقشه ، وقراضه آمليّة وزنها ربع دينار ، والعلّة في تحريمها أنّ صاحب هذه الصرّة وزن في شهر كذا من سنة كذا على حائك من جيرانه من الغزل منّاً وربع منّ ، فأتت على ذلك مدّة ، وفي انتهائها قيّض لذلك الغزل سارق ، فأخبر به الحائك صاحبه فكذّبه واستردّ منه بدل ذلك منّاً ونصف منّ غزلا أدقّ ممّا كان دفعه إليه ، واتّخذ من ذلك ثوباً ، كان هذه الدنانير مع القراضة ثمنه».
فلمّا فتح رأس الصرّة صادف رقعة في وسط الدنانير باسم من أخبر
__________________
(١) كذا ، ولعلّه مصحف «عن مولاي عليهالسلام».