اشترى منهم العبد أو الأجير أو الصبي كان أحبّ إليهم من أن يشتري منهم الصاحب المحتاط والبالغ العارف ، وهم بخلاف هذه الصفة ، ثمّ مسارعتهم إلى إغاثة الملهوف ومداركة الضعيف ، ثمّ أمرهم بالمعروف ولو كان فيه جدع الأنف ، منها جرير بن عبد الله صاحب أبي عبد الله جعفر بن محمّـد الباقر رضياللهعنه ، ومنها خليدة السجستاني صاحب (تاريخ آل محمّـد) ؛ قال الرُّهني : وأجلّ من هذا كلّه أنّه لُعِن عليّ بن أبي طالب رضياللهعنه على منابر الشرق والغرب ، ولم يُلعن على منبرها إلاّ مرّة ، وامتنعوا على بني أُميّة حتّى زادوا في عهدهم أن لا يُلعنَ على منبرهم أحد ، ولا يصطاد في بلدهم قنفذاً ولا سلحفاة ، وأيُّ شرف أعظم من امتناعهم من لعن أخي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، على منبرهم وهو يُلعن على منابر الحَرَمين مكة والمدينة (١)!.
سيرجان : قال الرُّهني : منها حرب بن إسماعيل ، لقي أحمد بن حنبل وصحبه ، وله مؤلّفات في الفقه ، منها كتاب السنّة والجماعة ، قال : شتم فيه فِرَقُ أهل الصلاة ، وقد نقضه عليه أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي البلخي (٢). والعبارة تدلّ على تشيّعه الأصيل.
القفس : قال الرُّهني : القفس جبل من جبال كرمان ممّا يلي البحر ، وسكّانه من اليمانية من الأزد بن الغوث ثمّ من ولد سليمة بن مالك بن فهم ، وولده لم يكونوا في جزيرة العرب على دين العرب ، للاعتراف بالمعاد والإقرار بالبعث ولا كانوا مع ذلك على دينهم في عبادة طواغيتهم التي كانوا يعبدونها من الأوثان والأصنام ، ثمّ انتقلوا إلى عبادة النيران فلم
__________________
(١) معجم البلدان ٣ / ١٩٠ ـ ١٩١.
(٢) معجم البلدان ٣ / ٢٩٦.