٢ ـ القرائن الواضحة الدالّة على ذلك ومنها كون المنكر يعيش بين المسلمين بحيث يمتنع عادة أن لا يعلم بكون ما أنكره من ضروريّات الدين.
والحاصل :
إنَّ كلّ شيء يراه المسلمون ثابتاً في الدين بشكل واضح بحيث لا يحتاج إلى إثبات بحسب نظرهم ـ سواء كان من الأمور الاعتقادية أو من الأحكام الشرعية ـ فإنكاره مع العلم بكونه كذلك عند المسلمين يوجب الكفر وإن كان المنكر لا يعتقد بثبوته في الدين ، ولا بوصوله إلى حدّ الضرورة ، ولعلّ السرّ في ذلك مراعاة أمرين :
أحدهما : إنّ الدين خارجاً هو عبارة عن مجموعة الأمور الثابتة في ذلك الدين ثبوتاً ضروريّاً ، والإنتماء إلى الدين يناط بالاعتقاد بهذه الأمور أو عدم إنكارها على الأقل ، ومع عدم ذلك يعتبر الشخص أجنبيَّاً عن ذلك الدين لأنّ إنكاره هذا يستلزم إنكار ذلك الدين في الحقيقة ، قال صاحب الجواهر : «فدعوى أنَّ إنكار الضروري يثبت الكفر إنْ استلزم إنكار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مثلاً فمتى علم أنّ ذلك كان لشبهة ـ وإلا فاعتقاده بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مثلاً ثابت ـ لم يحكم بكفره لا شاهد عليها بل هي مخالفة لظاهر الأصحاب وكأنّ منشأها عدم وضوح دليل الكفر بدونها على مدّعيها ، وقد عرفت أنّ ذلك الإنكار المستلزم في نفسه لإنكار ذلك الدين وإن لم يكن كذلك عند المنكر بدليل تسالم الأصحاب