طبعاً ليس هو إلاّ بغض الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وتكفيره ونحو ذلك لأنّ هذا هو الشيء الوحيد الذي يميّزهم عن سائر المسلمين.
وحينئذِ نسأل هل حكم بكفرهم لأجل أن عقيدتهم هذه تلازم إنكار الرسالة وتكذيب الرسول؟ وهل يمكن إرجاع إنكارهم لحقّ أمير المؤمنين عليهالسلام إلى إنكار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتكذيبه؟
ويتعيّن الجواب بالنفي لوضوح عدم إنكارهم الرسالة وإقرارهم بالشهادتين وعليه فلا بدّ من الالتزام ـ في مقام تعليل الحكم بكفرهم ـ بإرجاعه إلى إنكار ما هو ضروري عند المسلمين وهو لزوم محبّة أمير المؤمنين عليهالسلام وولايته بالمعنى الأعمّ ، ومن الواضح أنّ هذا ينافي القول بالأمارية لأنّه يعني أنَّ إنكار الضروري سبب مستقل للحكم بالكفر من دون إرجاعه إلى إنكار النبوّة وتكذيب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
وهذا هو الذي فهمه العلماء الأعلام حيث ذكروا أنّ الخوارج والنواصب كمثالين لمن يكفر بإنكار ما هو ضروري من ضروريّات الدين بل صرّح بعضهم بذلك مثل العلاّمة فإنّه قال : «وكذا الخوارج لإنكارهم ما علم ثبوته من الدين ضرورة» (١) وكذا المحقّق السبزواري حيث قال : «واعلم أنّ الطريق إلى إثبات نجاسة الخوارج والغلاة أنّهم كفّار لإنكار الخوارج ما هو من ضروريّات الدين» (٢).
ويتلخّص من جميع ما تقدّم عدم تمامية القول الثالث لضعف أدلّته مع ورود بعض الإشكالات عليه.
__________________
(١) تذكرة الفقهاء ١ / ٦٨.
(٢) ذخيرة المعاد : ١٥٢.