ومن شعره عند وصوله إلى الفرات يتشوّق إلى النيل :
بالله قل للنّيل عنّي إنّني |
|
لم أشف من ماء الفرات غليلا |
وسل الفؤاد فإنّه لي شاهد |
|
هل كان جفني بالدّموع بخيلا |
يا قلب كم خلّفت ثمّ بثينة |
|
وأعيذ صبرك أن يكون جميلا (١) |
وكان الملك العزيز صلاح الدّين يميل إلى القاضي الفاضل في أيّام أبيه ، واتّفق أنّه أحبّ قينة وشغف بها وبلغ صلاح الدّين ، فمنعه من صحبتها ، ومنعها منه ، فحزن ولم يستجر أن يجتمع بعد هذا بها ، فسيّرت له مع خادم كرة عنبر ، فكسرها فوجد فيها زرّ ذهب ، فلم يفهم المراد به ، وجاء القاضي الفاضل فعرّفه الصّورة ، فعمل القاضي :
أهدت لك العنبر في وسطه |
|
زرّ من التّبر دقيق اللّحام |
فالزّرّ في العنبر معناهما |
|
زر هكذا مستترا في الظّلام (٢) |
وله :
بتنا على حال يسرّ الهوى |
|
وربّما لا يمكن الشّرح |
بوّابنا اللّيل ، وقلنا له : |
|
إن غبت عنّا هجم (٣) الصّبح |
وله :
وسيف عتيق للعلاء فإن تقل : |
|
رأيت أبا بكر ، فقل : وعتيق |
فزر بابه ، فهو الطّريق إلى النّدى |
|
ودع كلّ باب ما إليه طريق |
ولهبة الملك بن سناء الملك فيه وقد ولي الوزارة ، من قصيدة :
قال الزّمان لغيره إذ (٤) رامها : |
|
تربت يمينك لست من أربابها (٥) |
اذهب طريقك لست من أربابها |
|
وارجع وراءك لست من أترابها (٦) |
__________________
(١) ديوان القاضي الفاضل ٩١ ، وفيات الأعيان ٣ / ١٦٠.
(٢) في وفيات الأعيان ٣ / ١٦١.
(٣) في الديوان ٢٦ ، ووفيات الأعيان ٣ / ١٦٠ «دخل».
(٤) في سير أعلام النبلاء ٢١ / ٣٤٠ «لو».
(٥) في ديوان ابن سناء الملك (طبعة دار الكاتب العربيّ بالقاهرة ١٩٦٩) ج ٢ / ٢٢ «من أترابها».
(٦) في الديوان : «من أصحابها».