وبعزّ سيّدنا وسيّد غيرنا (١) |
|
ذلّت من الأيّام شمس صعابها |
وأتت سعادته إلى أبوابه |
|
لا كالّذي يسعى إلى أبوابها |
فلتفخر الدّنيا بسائس ملكها |
|
منه ودارس علمها وكتابها |
صوّامها قوّامها علّامها |
|
عمّالها بذّالها وهابها (٢) |
وبلغنا أنّ كتبه الّتي ملكها بلغت مائة ألف مجلّد ، وكان يحصّلها من سائر البلاد (٣).
وذكر القاضي ضياء الدّين القاسم بن يحيى الشّهرزوريّ أنّ القاضي لمّا سمع أنّ العادل أخذ الدّيار المصريّة دعا على نفسه بالموت خشية أن يستدعيه وزيره صفيّ الدّين بن شكر ، أو يجري في حقّه إهانة ، فأصبح ميتا. وكان له معاملة حسنة مع الله وتهجّد باللّيل.
وقال العماد في «الخريدة» (٤) : وقبل شروعي في أعيان مصر ، أقدّم ذكر من جميع أفاضل القصر (٥) كالقطرة في بحرة (٦) ، المولى القاضي الأجلّ الفاضل ، الأسعد أبو عليّ عبد الرحيم بن القاضي الأشرف أبي المجد عليّ بن البيسانيّ ، صاحب القرآن ، العديم الأقران ، واحد الزّمان.
إلى أن قال : فهو كالشّريعة المحمّدية نسخت الشّرائع ، يخترع الأفكار ، ويفترع الأبكار (٧) ، وهو ضابط الملك بآرائه ، ورابط السّلك بآلائه. وإن شاء
__________________
(١) في الديوان : «وسيد غزنا».
(٢) في الديوان ٢ / ٢٢ ـ ٢٤ ، سير أعلام النبلاء ٢١ / ٣٤٠ ، ٣٤١.
(٣) وقال ابن حجّة الحموي : ولعمري إن الإنشاء الّذي صدر في الأيام الأموية والأيام العباسية نسي وألغي بإنشاء الفاضل وما اخترعه من النكت الأدبية والمعاني المخترعة والأنواع البديعة ، والّذي يؤيّده قول العماد الكاتب في «الخريدة» إنه في صناعة الإنشاء كالشريعة المحمدية نسخت الشرائع. (ثمرات الأوراق ٩٧).
(٤) خريدة القصر (شعراء مصر) ١ / ٣٥.
(٥) في الخريدة : «أفاضل الدهر ، وأمائل العصر» ، وفي سير أعلام النبلاء ٢١ / ٣٤١ «أفاضل العصر».
(٦) في الخريدة : «في تيار بحرة ، بل كالذّرّة في أنوار فجره ، وهو المولى الأجلّ».
(٧) في الخريدة : «ويفترع الأبكار ، ويطلع الأنوار ، ويبدع الأزهار ، وهو ضابط».