وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) ، وقوله : «(وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) ، وذلك بعد ثلاث سنين من مبعثه الشريف.
فتظاهر عليهالسلام بإجابة الدَّعوة في منتدى الهاشميِّين المعقود لها ولم يلبِّها غيره ، ومن يوم ذلك اتَّخذه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أخاً ووصيّاً وخليفةً ووزيراً (١) ثمَّ لم يُلبّ الدعوة إلى مدّة إلّا آحادهم بالنسبة إلى عامَّة قريش والناس المرتطمين في تمرُّدهم في حيِّز العدم.
على أنَّ ايمان من آمن وقتئذ لم يكن معرفةً تامَّةً بحدود العبادات حتّى تدرَّجوا في المعرفة والتهذيب ، وإنَّما كان خضوعاً للإسلام ، وتلفّظاً بالشَّهادتين ، ورفضاً لعبادة الأوثان ، لكن أمير المؤمنين خلال هذه المدَّة كان مقتصّاً أثر الرَّسول من أوَّل يومه فيشاهده كيف يتعبَّد ، ويتعلّم منه حدود الفرائض ويقيمها على ما هي عليه ، فمن الحقِّ الصحيح إذن توحيده في باب العبادة الكاملة ، والقول بأنَّه عبد الله وصلّى قبل الناس بسبع سنين.
ويحتمل أن يراد السنين السبع الواردة في حديث ابن عبَّاس قال : إنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أقام بمكّة خمس عشرة سنة سبع سنين
__________________
هذا الجزء. (المؤلف رحمهالله) سيرة ابن سيد الناس ١ / ٩٣ ، الكامل لابن الاثير ٤ / ٢٢ ، شرح ابن ابي الحديد ٣ / ٢٦٠ ، السيرة الحلبية ١ / ٢٨٧. (المؤلف رحمهالله)
(١) راجع الجزء الثاني من كتابنا ٢٧٨ ـ ٢٨٤ (المؤلف رحمهالله)
تقدمت مصادر الحديث ص ٤٩.