قبل أن يصدع
بالدين الحنيف وبعده ، فلم يكن له هوى غير هواه ، ولا نزعة غير نزعته ، وكيف يمكن
الخصم أن يقذفه بكفر قبل الدَّعوة؟! وهو يقول (وإن لم نر صحَّة ما يقول) : إنّه كان
يمنع امَّه من السّجود للصنم وهو حملٌ أيكون إمام
الامَّة هكذا في عالم الأجنَّة ثمَّ يُدنِّسه درن الكفر في عالم التكليف؟ فلقد كان
صلوات الله عليه مؤمناً جنيناً ورضيعاً وفطيماً ويافعاً وغلاماً وكهلاً وخليفةً.
ولو لا ابو طالب
وابنه
|
|
لما مثل الدين شخصاً
وقاما
|
بل نحن نقول :
إنَّ المراد من إسلامه وايمانه وأوَّليَّته فيهما وسبقه إلي النبيِّ في الإسلام هو
المعنى المراد من قوله تعالى عن إبراهيم الخليل عليهالسلام : «(وَأَنَا أَوَّلُ
الْمُسْلِمِينَ)
وفيما قال سبحانه
عنه : «(إِذْ قالَ لَهُ
رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ)
وفيما قال سبحانه
عن موسى عليهالسلام : «(وَأَنَا أَوَّلُ
الْمُؤْمِنِينَ)
وفيما قال تعالى
عن نبيِّه الأعظم : «(آمَنَ الرَّسُولُ
بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ)
__________________