الباب الأربعون والمائة
في أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام قسيم الجنّة والنار
من طريق الخاصّة وفيه ثمانية عشر حديثا
الأوّل : عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال : حدّثني أبو القاسم الحسيني قال : حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن حسان قال : حدّثنا محمد بن مروان عن عبيد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام في قوله تعالى (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن الله تعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش ، ثمّ يقول تبارك وتعالى لي ولك : قوما فألقيا من أبغضكما وكذّبكما في النار» (١).
الثاني : عليّ بن إبراهيم أيضا قال : حدّثنا أبي عن عبد الله بن المغيرة الخزاز عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إذا سألتم الله فاسألوه إليّ الوسيلة ، فسألنا النبيّصلىاللهعليهوآله عن الوسيلة فقال : هي درجتي في الجنّة وهي ألف مرقاة جوهرة إلى مرقاة زبرجد إلى مرقاة لؤلؤ إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة فضّة ، فيؤتى بها يوم القيامة حتّى تنصب مع درجة النبيّين ، فهي في درجة النبيّين كالقمر بين الكواكب ، فلا يبقى يومئذ نبي ولا شهيد ولا صدّيق إلّا قال : طوبى لمن هذه درجته ، فينادي المنادي ويسمع النداء جميع النبيّين والصدّيقين والشهداء والمؤمنين : هذه درجة محمد صلىاللهعليهوآله ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : فاقبل يومئذ مؤتزرا بريطة من نور ، على رأسي تاج الملك مكتوب عليه ، لا إله إلّا الله ، محمد رسول الله ، عليّ وليّ الله المفلحون هم الفائزون بالله ، فإذا مررنا بالنبيين قالوا : هذان ملكان مقربان، وإذا مررنا بالملائكة قالوا : هذان ملكان لم نعرفهما ولم نرهما ، أو قالوا : هذان نبيّان مرسلان ، حتّى أعلو الدرجة وعليّ يتبعني حتّى إذا صرت في أعلى درجة منها وعليّ أسفل منّي وبيده لوائي ، فلا يبقى يومئذ نبيّ ولا مؤمن إلّا رفعوا رءوسهم إليّ يقولون : طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما على الله فينادي المنادي يسمع النبيّين وجميع الخلائق : هذا حبيبي محمّد ، وهذا وليّي عليّ بن أبي طالب ، طوبى لمن أحبّه وويل لمن أبغضه
__________________
(١) تفسير القمّي : ٢ / ٣٢٤.