قلبي ووارث علمي ، وأنت مستودع مواريث الأنبياء ، وأنت أمين الله في أرضه ، وأنت حجّة الله على بريّته ، وأنت ركن الإيمان ، وأنت مصباح الدجى وأنت منار الهدى ، وأنت العلم المرفوع لأهل الدنيا ، من تبعك نجا ومن تخلّف عنك هلك ، وأنت الطريق الواضح وأنت الصراط المستقيم وأنت قائد الغرّ المحجّلين، وأنت يعسوب المؤمنين ، وأنت وليّ من أنا مولاه ، وأنا مولى كلّ مؤمن ومؤمنة لا يحبّك إلّا طاهر الولادة ولا يبغضك إلّا خبيث الولادة ، وما عرج بي ربّي عزوجل إلى السماء قط وكلّمني ربّي إلّا قال : يا محمّد أقرأ عليّا منّي السلام وعرّفه أنّه إمام أوليائي ونور أهل طاعتي ، وهنيئا لك هذه الكرامة يا عليّ» (١).
الثالث : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال : حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ العدوي سنة سبع عشرة وثلاثمائة وهو ابن مائة وسبع سنين ، قال : حدّثنا الحسين بن أحمد ابن الطفاوي قال : حدّثنا قيس بن الربيع قال : حدّثنا سعد الخفاف عن عطية العوفي عن مخدوج بن زيد الذهلي أن رسول الله صلىاللهعليهوآله آخى بين المسلمين ثمّ قال : «يا عليّ أنت أخي وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي ، أما علمت يا عليّ أنّه أوّل من يدعى به يوم القيامة يدعى بي فأقوم عن يمين العرش فأكسى حلّة خضراء من حلل الجنّة ثمّ يدعى بأبينا إبراهيم عليهالسلام فيقوم عن يمين العرش في ظله فيكسى حلّة خضراء من حلل الجنّة ، ثمّ يدعى النبيّين بعضهم على أثر بعض فيقومون سماطين عن يمين العرش في ظله ويكسون حللا خضرا من حلل الجنّة.
ألا وإنّي أخبرك يا عليّ أن أمّتي أوّل الأمم يحاسبون يوم القيامة ، ثمّ أبشّرك يا عليّ أن أوّل من يدعى يوم القيامة يدعى بك ، هذا لقرابتك منّي ومنزلتك عندي ، فيدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد فتسير به بين السماطين ، وإن آدم وجميع ما خلق الله يستظلون بظل لوائي يوم القيامة وطوله مسيرة ألف سنة ، سنانه ياقوتة حمراء ، قصبه فضّة بيضاء ، زجّه درّة خضراء ، له ثلاث ذوائب من نور : ذؤابة في المشرق ، وذؤابة في المغرب ، وذؤابة في وسط الدنيا مكتوب عليها ثلاثة أسطر : الأوّل بسم الله الرحمن الرحيم ، والآخر الحمد لله ربّ العالمين ، والثالث لا إله إلّا الله محمّد رسول الله ، طول كلّ سطر مسيرة ألف سنة وعرضه مسيرة ألف سنة فتسير باللواء والحسن عن يمينك والحسين عن يسارك حتّى تقف بيني وبين إبراهيم في ظل العرش فتكسى حلّة خضراء من حلل الجنّة ، ثمّ ينادي المنادي من عند العرش : نعم الأب أبوك إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك عليّ ، ألا وإنّي أبشّرك يا عليّ أنّك تدعى إذا دعيت ، وتكسى إذا كسيت وتحبى إذا
__________________
(١) أمالي الصدوق : ٣٨٢ / مجلس ٥٠ / ح ١٤.