رجل من القوم : والله لصاع من تمر في شن بال خير مما سأل محمد ربه ، هلّا سأله ملكا يعضده على عدوه أو كنزا يستعين به على فاقته فأنزل الله تعالى : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (١). (٢)
التاسع والخمسون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد قال : أخبرنا أبي عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن العباس بن معروف عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «ما قبض الله نبيا حتى أمره أن يوصي إلى أفضل عشيرته [من عصبته] (٣) ، وأمرني أن أوصي فقلت : إلى من يا رب؟ فقال : أوص يا محمد إلى ابن عمك علي بن أبي طالب فإني قد اثبته في الكتب السالفة وكتبت فيها إنّه وصيك ، وعلى ذلك أخذت ميثاق الخلائق ومواثيق أنبيائي ورسلي ، أخذت مواثيقهم لي بالربوبية ولك يا محمد بالنبوة ولعلي بن أبي طالب بالولاية» (٤).
الستون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمد بن محمد يعني المفيد قال : أخبرني أبو بكر محمد ابن عمر الجماني (٥) قال : حدّثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن زياد من كتابه قال : حدّثنا أحمد بن عيسى بن الحسن الجرمي قال : حدّثنا نصر بن حماد قال : حدّثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهالسلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إن جبرائيل نزل عليّ وقال : إن الله يأمرك أن تقوم بتفضيل علي بن أبي طالب عليهالسلام خطيبا على أصحابك ليبلغوا من بعدهم ذلك عنك ، ويأمر جميع الملائكة أن تسمع ما تذكره والله يوحي إليك ، يا محمد ، إن من خالفك في أمره فله النار ومن أطاعك فله الجنة ، فأمر النبي صلىاللهعليهوآله مناديا ينادي بالصلاة جامعة فاجتمع الناس وخرج حتى علا المنبر ، فكان أول ما تكلم به : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرّحمن الرحيم ثم قال : يا أيها الناس أنا البشير النذير وأنا النبي الامي ، إني مبلغكم عن الله عزوجل في أمر رجل لحمه من لحمي ودمه من دمي وهو عيبة العلم وهو الذي انتخبه من هذه الأمة واصطفاه وهداه وتولاه ، وخلقني [له] (٦) وإياه وفضلني بالرسالة وفضله بالتبليغ عني وجعلني مدينة العلم وجعله الباب وجعله خازن العلم المقتبس منه
__________________
(١) سورة هود : ١٢.
(٢) أمالي الشيخ الطوسي : ١٠٧ / مجلس ٤ / ح ١٨.
(٣) زيادة من المصدر.
(٤) أمالي الشيخ الطوسي : ١٠٤ / مجلس ٤ / ح ١٤.
(٥) في المصدر : الجعابي.
(٦) زيادة من المصدر.