قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

غاية المرام وحجّة الخصام [ ج ٢ ]

210/369
*

[علي بن] (١) أبي بكر الفقيه عن أحمد بن محمد النوفلي عن إسحاق بن يزيد عن حماد بن عيسى عن زرعة بن محمد عن المفضل بن عمر قال : قلت لأبي عبد الله الصادق عليه‌السلام : كيف كان ولادة فاطمةعليها‌السلام؟ فقال : «إن خديجة عليها‌السلام لما تزوج بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هجرها (٢) نسوة مكة فكن لا يدخلن إليها ولا يسلّمن عليها ولا يتركن امرأة تدخل عليها ، فاستوحشت خديجة لذلك وكان جزعها وغمها حذرا عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما حملت بفاطمة كانت فاطمة عليها‌السلام تحدثها من بطنها وتصبّرها ، وكانت تكتم ذلك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فدخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوما فسمع خديجة تحدّث فاطمة عليها‌السلام فقال لها: يا خديجة من تحدثين؟.

قالت : الجنين الذي في بطني يحدثني ويونسني ، قال : يا خديجة هذا جبرائيل عليه‌السلام يبشرني أنها انثى وأنها النسلة الطاهرة الميمونة وان الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة يجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه ، فلم تزل خديجة على ذلك إلى أن حضرت ولادتها ، فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم ان تعالين لتلين مني ما يلي النساء [من النساء] (٣) فأرسلن إليها : عصيتنا ولم تقبلي منا وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له فلسنا نجيء ولا نلي من أمرك شيئا ، فاغتمت خديجة عليها‌السلام لذلك فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم ففزعت منهن لما رأتهن فقالت إحداهن : لا تحزني يا خديجة إنّا رسل ربك إليك ونحن أخواتك ، انا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثم أخت موسى بن عمران عليه‌السلام بعثنا الله إليك لنلي منك ما يلي النساء.

من النساء فجلست واحدة عن يمينها والأخرى عن يسارها والثالثة بين يديها والرابعة من خلفها ، فوضعت فاطمة عليها‌السلام طاهرة مطهرة ، فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ولم يبق في شرق أرض الله وغربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور ، ودخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها طست من الجنة وابريق من الجنة وفي الابريق ماء من الكوثر ، فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر وأخرجت خرقتين بيضاوتين اشد بياضا من اللبن وأطيب ريحا من المسك والعنبر فلفتها بواحدة وقنعتها بواحدة ثم استنطقتها فنطقت فاطمة عليها‌السلام بالشهادة (٤) وقالت : أشهد أن لا إله إلّا الله وان أبي رسول الله سيد الأنبياء وأن

__________________

(١) زيادة من المصدر.

(٢) في المصدر : هجرتها.

(٣) زيادة من المصدر.

(٤) في المصدر : بالشهادتين.