إلى يحيى بن زكريا وأوصى يحيى إلى منذر وأوصى منذر إلى سليمة وأوصى سليمة إلى بردة ، ثم قال رسول الله ودفعها إليّ بردة وأنا أدفعها إليك يا علي وأنت تدفعها إلى وصيك ويدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك واحد بعد واحد حتى تدفعها إلى خير أهل الأرض بعدك ، ولتكفرن بك الأمة ولتختلفن عليك اختلافا شديدا ، الثابت عليك كالمقيم معي ، والشاذّ عنك في النار والنار مثوى للكافرين» (١).
الثاني والأربعون : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان وعلي بن أحمد بن موسى الدقاق ومحمد بن أحمد السناني وعبد الله بن محمد الصائغ ـ رضي الله عنهم ـ قالوا ، حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال : حدّثنا أبو بكر محمد [بكر] (٢) بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثني علي بن محمد قال : حدّثنا الفضل بن عياش (٣) قال : حدّثنا عبد القدوس الوراق قال : حدّثنا محمد بن كثير عن الأعمش ، وأخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي فيما كتب إلينا من اصبهان قال : حدّثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري سنة السادسة والعشرين ومائتين (٤) قال : حدّثنا الوليد بن الفضل العنزي قال : حدّثنا مندل بن علي العنزي عن الأعمش ، وحدّثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال : حدّثنا أبو سعيد الحسن عن العدوي قال : حدّثنا علي ابن عيسى الكوفي قال : حدّثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش (٥) وزاد بعضهم على بعض في اللفظ ، وقال بعضهم ما لم يقل بعض ، وساق الحديث لمندل بن علي العنزي عن الأعمش عن أبي جعفر الدوانيقي قال : أخبرني أبي عن أبيه عن جده يعني عبد الله بن عباس قال : كنّا قعودا عند النبي إذ جاءت فاطمة عليهاالسلام تبكي بكاء شديدا فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : «ما يبكيك يا فاطمة؟»
فقالت : «يا أبة عيّرتني نساء قريش وقلن : إن أباك زوجك من معدم لا مال له».
فقال لها النبي صلىاللهعليهوآله : «لا تبكين فو الله ما زوّجتك حتى زوجك الله من فوق عرشه وأشهد بذلك جبرائيل وميكائيل ، فإن الله عزوجل اطلع على أهل الدنيا فاختار من الخلائق أباك فبعثه نبيّا ، ثم اطلع الثانية فاختار من الخلائق عليّا فزوجك إياه واتخذه وصيا ، فعليّ اشجع الناس قلبا وأعظم الناس حلما وأسمح الناس كفّا وأقدم الناس سلما وأعلم الناس علما ، والحسن والحسين ابناه سيّدا شباب أهل الجنة واسمهما في التوراة شبّر وشبير لكرامتهما على الله عزوجل ، يا فاطمة
__________________
(١) أمالي الشيخ الصدوق : ٤٨٥ / المجلس ٦٣ / ح ٣.
(٢) زيادة من المصدر.
(٣) في المصدر : العباس.
(٤) في المصدر : ست وثمانين ومائتين.
(٥) يوجد اختلاف في السند عمّا في المصدر.