ودخل شهاب الدّين بلاد بنارس وحمل من خزائنها ألفا (١) وأربعمائة حمل (٢) ، وعاد إلى غزنة.
ومن جملة الفيلة الّتي أخذها فيل أبيض. حدّثني بذلك من رآه. فلمّا عرضت الفيلة على شهاب الدّين خدمت جميعها إلّا الفيل الأبيض فإنّه لم يخدم (٣).
[مقتل السلطان طغرل]
وفيها ، في جمادى الأولى ، وصل رسول من خوارزم شاه وصحبته ابن عبد الرّشيد الّذي سار في رسالة الخليفة إلى خوارزم شاه يأمره بمحاربة المارق طغرل السّلجوقيّ. فمرض عبد الرّشيد وأحسّ بالموت ، فأمر ولده بالمسير إلى خوارزم شاه لأداء الرسالة ، فقابل الرسالة بالسّمع والطّاعة ، وسار بجيوشه فحارب طغرل وانتصر عليه ، وهزم عساكره ونهب أمواله ، وقتله ، وحمل رأسه إلى بغداد وصحبة رسوله ، فأبرز للقيّه الموكب ، وأتي بالرأس على رمح ، ودخل قاتله وهو شابّ تركيّ من أمراء خوارزم شاه (٤).
وأوّل كتابه : «الحمد لله الّذي جعل الملوك من أخلص المماليك عقيدة ونيّة ، وأصحّهم ولاء وعبوديّة ، وأصفاهم سريرة وطويّة.
وفيه : ولمّا وردت المراسم بردع ذلك المارق المنافق ، أرسل المملوك داعيا له إلى الطّريق اللّاحب ، ومشيرا عليه باعتماد الواجب ، ليعود إلى طاعة
__________________
(١) في الأصل : «ألف».
(٢) في الكامل ١٢ / ١٠٦ «حمل من خزائنها على ألف وأربع مائة جمل».
(٣) الكامل ١٢ / ١٠٥ ، ١٠٦.
(٤) الكامل ١٢ / ١٠٦ ـ ١٠٨ ، المختصر ٣ / ٨٩ ، مرآة الزمان ٨ / ٤٤٤ ، ٤٤٥ ، نهاية الأرب ٢٧ / ٦٣ ، إنسان العيون (ورقة ٥٢) ، العسجد المسبوك ٢٢٨ ، دول الإسلام ٢ / ١٠٢ ، سير أعلام النبلاء ٢١ / ٢٦٧ ، ٢٦٨ ، رقم ١٤٠ ، العبر ٤ / ٢٧٢ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ١٠٩ ، البداية والنهاية ١٣ / ٩ ، النجوم الزاهرة ٦ / ١٣٤ ، تاريخ ابن سباط ١ / ٢١١ ، ٢١٢ ، شذرات الذهب ٤ / ٣٠١.