وعلاهم من الدّيون. فاستقرّ الحال أنّ الجواب ما جزاء الإحسان إلّا الإحسان ، وابن أختك يكون (١) كبعض أولادي ، وسيبلغك ما أفعل به (٢) ، وأنا أعطيك أكبر الكنائس ، وهي القيامة (٣) ، والبلاد الّتي بيدك بيدك ، وما بأيدينا من القلاع الجبليّة يكون لنا ، وما بين العملين مناصفة ، وعسقلان وما وراءها يكون خرابا.
فانفصل الرسول طيّب القلب. ثمّ ورد رسوله يقول (٤) أن يكون لنا في القدس عشرون نفرا ، وإنّ من سكن من النّصارى والفرنج في القدس لا يتعرّض لهم ، وأمّا بقية البلاد [فلنا منها الساحليات والوطاة ، والبلاد الجبلية تكون لكم] (٥). فأجابه السّلطان بأنّ القدس ليس لكم فيه سوى (٦) الزّيارة. فقال الرسول : وليس على الزّوّار شيء؟ (٧) فقال السّلطان : نعم.
وأطلق لهم بلاد عسقلان يزرعونها ، وأن تكون قرى الدّاروم مناصفة (٨).
[عمارة سور القدس]
وفيها قسّم السّلطان صلاح الدّين عمارة سور بيت المقدس على أخيه وأولاد أخيه. ولم يزل مجدّا في عمارتها حتّى ارتفعت (٩).
__________________
(١) في تاريخ ابن الفرات ٤ / ٢ / ٧٣ «يكون عندي».
(٢) في تاريخ ابن الفرات ٤ / ٢ / ٧٣ «ما أفعل في حقه من الخير».
(٣) في تاريخ ابن الفرات ٤ / ٢ / ٧٣ «القمامة».
(٤) في تاريخ ابن الفرات ٤ / ٢ / ٧٣ «يطلب».
(٥) ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل من تاريخ ابن الفرات ٤ / ٢ / ٧٣ وفيه زيادة أخرى.
(٦) في تاريخ ابن الفرات ٤ / ٢ / ٧٤ «ليس لكم فيه حديث سوى».
(٧) في تاريخ ابن الفرات ٤ / ٢ / ٧٤ زيادة : «يؤخذ منهم».
(٨) في تاريخ ابن الفرات ج ٤ ق ٢ / ٦٩ ـ ٧٤.
(٩) انظر عن عمارة سور القدس في : الفتح القسّي ٦١٠ ، والكامل في التاريخ ١٢ / ٨٦ ، ٨٧ ، ونهاية الأرب ٢٨ / ٤٣٥ ، والمختصر ٣ / ٨٣ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١٠٥ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٣٥١ ، وتاريخ ابن خلدون ٥ / ٢٣٠ ، والعسجد المسبوك ٢١٨ ، وشفاء القلوب ١٧٧ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٢٠٥ ، وتاريخ ابن الفرات ٤ / ٢ / ٤٢ ، ومفرّج الكروب ٢ / ٣٧٥ ، ٣٧٦.