وقال ابن النّجّار (١) : كان من الأئمّة الحفّاظ العالمين بفقه الحديث ومعانيه ورجاله. ألّف كتاب «النّاسخ والمنسوخ» ، وكتاب «عجالة المبتدئ في الأنساب» (٢) ، و «المؤتلف والمختلف في أسماء البلدان» ، وكتاب «إسناد الأحاديث الّتي في المهذّب». وأملى بواسط مجالس. وكان ثقة ، حجّة ، نبيلا ، زاهدا ، عابدا ، ورعا ، ملازما للخلوة والتّصنيف ونشر العلم. أدركه أجله شابّا.
وسمعت محمد بن محمد بن محمد بن غانم الحافظ بأصبهان يقول : كان شيخنا الحافظ أبو موسى يفضّل أبا بكر الحازميّ على عبد الغنيّ بن عبد الواحد المقدسيّ ويقول : هو أحفظ منه. وما رأيت شابّا أحفظ منه.
سمعت محمد بن سعيد الحافظ يقول : ذكر لنا الحازميّ أنّ مولده في سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
وتوفّي في ثامن وعشرين جمادى الأولى.
قلت : عاش خمسا وثلاثين سنة (٣).
__________________
(١) في القسم الضائع من (التاريخ المجدّد).
(٢) وفي تاريخ إربل : وصنّف كتاب «مشتبه النسب» وهو صغير ، إلّا أنه عظيم الفائدة وسمّاه «كتاب اصطلاح النّسّاب في علم الأنساب». (١ / ١٢٢ ، ١٢٣) وكتاب «الإعتبار في الناسخ والمنسوخ من الأخبار» ، وهو كتاب حسن ، وهو تحفة السفينة في علم الحديث ، وكتاب «الفيصل في مشتبه النسبة». (١ / ١٢٣).
(٣) وقال ابن الصلاح : كان معدودا في المتميّزين في زمانه في علم الحديث ، وله فيه تصانيف حملت عنه ، وكان له عناية تامّة ، وشرع في تخريج أحاديث «المهذّب» فبلغ فيه إلى أثناء كتاب الصلاة ، ورأيت ذلك القدر منه ، فوجدته قد أجاد فيه ، وبلغني أنه تردّد إلى أصبهان بسببه ، ومصداق هذا موجود فيما جمعه منه.
وقال ابن المستوفي : الإمام العلّامة المصنّف الحافظ ، ورد إربل وحدّث بها ، مشهور ، وأخذ عنه المواصلة ، وكان أديبا فاضلا زاهدا ... أقام ببغداد في حداثته ، وتفقّه على مذهب الشافعيّ ، وصحب الصوفية ، وسمع الحديث ... وسافر الأرض طولها والعرض ، وسمع الكثير وكتبه ، وكان صالحا ديّنا ، وافر الأدب ، كبير الشأن في معرفة الحديث وفنونه ، توفي شابا لم يبلغ الأربعين.
ونقلت من خط الإمام أبي الخير أحمد بن إسماعيل القزويني ، في أول جزء بخط الحافظ ذكر فيه شيوخ القزويني وإجازاته : «كتبها بخطّه الحافظ ، فريد عصره في علم الحديث ،