روى عن : أبي محمد بن أبي جعفر ، وأبي عبد الله بن مكّيّ ، وأبي الحسن بن مغيث.
ولقي ابن خفاجة الشّاعر وأخذ عنه.
روى عنه : أبو سليمان بن حوط الله ، وأبو القاسم الملاحيّ ، وغيرهما.
وكان أديبا ، كاتبا ، شاعرا ، لغويّا.
توفّي سنة ثلاث أو أربع وثمانين.
١٠٢ ـ محمد بن عبد الملك (١).
الأمير شمس الدّين ابن المقدّم. من كبار أمراء الدّولتين النّوريّة والصّلاحيّة.
وهو الّذي سلّم سنجار إلى نور الدّين ، وسكن دمشق. فلمّا توفّي نور الدّين كان أحد من قام بسلطنة نور الدّين. ثمّ إنّ صلاح الدّين أعطاه بعلبكّ ، فتحوّل إليها وأقام بها. ثمّ عصى على صلاح الدّين ، فجاء إليه وحاصره ، وأعطاه عوضها بعض القلاع. ثمّ استنابه على دمشق سنة نيّف وثمانين.
وكان بطلا شجاعا ، محتشما. وقد حضر في هذا العام وقعة حطّين ، وفتوح عكّا ، والقدس ، والسّواحل. وتوجّه إلى الحجّ في تجمّل عظيم ، فلمّا بلغ عرفات رفع علم صلاح الدّين وضرب الكوسات ، فأنكر عليه طاشتكين أمير الركب العراقيّ وقال : لا يرفع هنا إلّا علم الخليفة. فلم يلتفت إليه ، وأمر غلمانه فرموا علم الخليفة ، وركب فيمن معه من الجند الشّاميّين ، وركب طاشتكين ، فالتقوا وقتل بينهما جماعة. وجاء ابن المقدّم سهم في عينه ، فخرّ صريعا. وجاء طاشتكين فحمله إلى خيمته وخيط جراحة ، فتوفّي من الغد
__________________
(١) انظر عن (محمد بن عبد الملك) في : الكامل في التاريخ ١١ / ٤٠٥ ـ ٤٠٨ ، ٤١٥ ، ٤١٦ ، ٤٣٧ ، ٤٥٠ ، ٤٥٨ ، ٤٩١ ، ٥٥٩ ، ٥٦٠ ، والفتح القسّي ١٨٨ ، ٢٥٢ ، ٥٧٠ ، ٥٧٧ ، والروضتين ٢ / ١٢٣ ، والعبر ٤ / ٢٥٠ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٤٠ ، ومرآة الجنان ٣ / ٤٢٦ ، والوافي بالوفيات ٤ / ٣٩ (وفيه وفاته سنة ٥٨٤ ه.) ، والعسجد المسبوك ٢ / ٢٠١ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ١٠٥ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٧٦.
وذكره المؤلّف ـ رحمهالله ـ في سير أعلام النبلاء ٢١ / ١٣٣ ، ١٣٤ واكتفى بقوله : «قتل بعرفة».