فما بال الحائض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة ؟ ! فكيف يقوم لك القياس ؟ ! فاتّقِ الله ولا تقِس » (١) .
٦ ـ « عن عثمان بن عيسىٰ ، قال : سألت أبا الحسن موسىٰ عليهالسلام عن القياس ، فقال : ما لكم والقياس ؟ ! إنّ الله لا يُسأل كيف أحلَّ وكيف حرّم » (٢) .
٧ ـ « عن محمّد بن حكيم ، عن أبي الحسن عليهالسلام ، قال : إنّما هلك مَن كان قبلكم بالقياس ، إنّ الله تبارك وتعالىٰ لم يقبض نبيّه حتّىٰ أكمل له جميع دينه ، في حلاله وحرامه ، فجاءَكم بما تحتاجون إليه في حياته ، وتستغنون به وبأهل بيته بعد موته ، وإنّها لصحف عند أهل بيته ، حتّىٰ أنّ فيها أرش خدش الكفّ » (٣) .
وقد حاول القائلون بالقياس إثبات حجّيّته وجوازه شرعاً ، وتشبّثوا لذلك بأدلّة من الكتاب والسُنّة والإجماع والعقل ، ولكنّها جميعاً أدلّة موهونة مردودة عليهم (٤) .
والعجيب من أمر أصحاب القياس أنّهم تمادوا فيه حتّىٰ ذهبوا إلىٰ القول بإمكان ممارسة رسول الله نفسه للاستدلال القياسي ! بحجّة أنّ القياس يقوم علىٰ معرفة علل الأحكام الشرعية ، ومَن أعلم من النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعلل الأحكام وملاكاتها !
قال الشيرازي : « ولأنّ القياس استنباط معنىٰ الأصل وردّ الفرع إليه ،
__________________
(١) علل الشرائع ١ / ١٠٨ ـ ١٠٩ .
(٢) الكافي ١ / ٥٧ .
(٣) بصائر الدرجات : ١٦٧ .
(٤) لاحظ ردودها في : كتاب الأُصول العامّة للفقه المقارن ـ للعلّامة محمّد تقي الحكيم قدسسره ـ : ٣٣٢ ـ ٣٥٧ .