فأعجبه ذلك وقال : نِعمَ البدعة هذه (١) .
وقد جاء بعد ذلك فقهاء التبرير ، فقاموا بتقسيم البدعة إلىٰ : بدعة محمودة وبدعة مذمومة ، والحقّ : إنّ هذا التقسيم إنّما يصحّ في المعنىٰ اللغوي للبدعة ، وهو : الشيء الحادث المخترع ، تبعاً لكونه نافعاً للفرد والمجتمع أو ضارّاً بهما ، وأمّا البدعة بالمعنىٰ الشرعي ، فإنّها لا تكون إلّا مذمومة وغير جائزة ؛ لأنّها تدخّل في التشريع ، وإدخال ما ليس من الدين فيه .
والذي تؤكّده المصادر : أنّ هناك محاولات جرت في زمن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لإقامة صلاة التراويح ، وجوبهت برفض النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم القاطع لها ، وتصريحه بأنّها بدعة وليست من الدين في شيء .
فقد روي عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : « صوم شهر رمضان فريضة ، والقيام في جماعة في ليله بدعة ، وما صلّاها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في لياليه بجماعة ، ولو كان خيراً ما تركه ، وقد صلّىٰ في بعض ليالي شهر رمضان وحده ، فقام قوم خلفه ، فلمّا أحسَّ بهم دخل بيته ، فعل ذلك ثلاث ليالٍ ، فلمّا أصبح بعد ثلاث صعد المنبر ، فحمد الله وأثنىٰ عليه ثمّ قال : أيّها الناس ! لا تصلّوا النافلة ليلاً في شهر رمضان ولا في غيره جماعةً ؛ فإنّها بدعة ، ولا تصلّوا الضحىٰ ؛ فإنّها بدعة ، وكلّ بدعة ضلالة ، وكلّ ضلالة سبيلها إلىٰ النار ، ثمّ نزل وهو يقول : قليل في سُنّة خير من كثير في بدعة » (٢) .
٣ ـ تحريم عمر لمتعة الحجّ ومتعة النساء ، مع اعترافه صراحة بثبوت
__________________
(١) صحيح البخاري ٢ / ٧٠٧ كتاب صلاة التراويح .
(٢) دعائم الإسلام ١ / ٢١٣ .