..............................................
__________________
= برسـالتهم مـا كان لأهل وقتهم مال ولا حال ، وإنّـما كانوا عليهمالسلام يؤثرون بالموجود ولا يسـبقون الله جلّ جلاله بطلب مال يريد أن يطلبوه من المفقود .
وقد وهب جـدّك محمّـدٌ صلىاللهعليهوآلهوسلم أُمَّك فاطمة صلوات الله عليها فدكاً والعوالي من جملة مواهبه ، وكان دخلها ، في رواية الشـيخ عبـد الله بن حمّاد الأنصاري : أربعة وعشرون ألف دينار كلّ سـنة ، وفي رواية غيره : سـبعون ألف دينار ، وهي وزوجها المعظّم والواهب الأعظم من أعظم الزهّاد والأبرار ، وكان يكفيهم منها أيسـر اليسـير ، ولكنّ العارفين ما ينازعون الله جلّ جلاله في تملّك قليل ولا كـثير ، ولكنّهم كالوكلاء والأُمناء والعبيـد الضعفاء ، فيصرفون في الدنيا وفي ما يعطيهم منها كما يصرّفهم هو جلّ جلاله ، وهم في الحقيقة زاهدون فيها وخارجون عنهـا .
ووجدت في أصل ، تاريخ كـتابته سـبع وثلاثين ومئتين . . عن مولانا عليّ أبيك أمير المؤمنين عليهالسلام : تزوّجت فاطمة عليهاالسلام وما كان لي فراش ، وصدقتي اليوم لو قُسّـمت علىٰ بني هاشـم لوسـعتهم .
وقال في الكـتاب : إنّه عليهالسلام وقف أمواله وكانت غلّته أربعين ألف دينار ، وباع سـيفه وقال : من يشـتري سـيفي ؟ ! ولو كان عندي عشـاء ما بعتـه .
وروىٰ فيه أنّـه قال مرّةً عليهالسلام : من يشـتري سـيفي الفلاني ؟ ولو كان عندي ثمن إزار ما بعته ؛ قال وكان يفعل هذا وغلّته أربعون ألف دينار من صدقته . . .
ورأيت في كتاب إبراهيم بن محمّـد الأشعري ، الثقة ، بإسناده عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : قُبض عليٌّ عليهالسلام وعليه دين ثمانمئة ألف درهم ، فباع الحسـن عليهالسلام ضيعة له بخمسـمئة ألف درهم فقضاها عنه ، وباع ضيعة أُخرىٰ له بثلاثمئة ألف درهم فقضاها عنه ؛ وذلك أنّه لم يكن يذر من الخمس شـيئاً وكان تنوبه نوائب .
ورأيت في كتاب عبـد الله بن بكير ، بإسناده عن أبي جعفر عليهالسلام ، أنّ الحسـين عليهالسلام قُـتل وعليه دين ، وأنّ عليّ بن الحسـين زين العابـدين عليهالسلام باع ضيعة له بثلاثمئة ألف ليقضي دين الحسـين عليهالسلام . . .
وكان وقف جـدّك أمير المؤمنيـن عليهالسلام علىٰ أولاده خاصّـة من فاطمـة عليهاالسلام لها عامل من ذرّيّته ، فكيف وقع الضعفاء أنّه كان فقيراً وأنّ الغنىٰ لا يكون لمن جعله الله جلّ جلاله من خاصّته ؟ ! وهل خلق الله جلّ جلاله الدنيا والآخرة إلّا لأهل عنايته ؟ ! ( ا . هـ ) . [ ٱنظر : كشـف المحجّة : ١٢٣ ـ ١٢٦ ] .
=